FINANCIAL TIMES

للعام الخامس .. إقبال متراجع على ماجستير إدارة الأعمال

للعام الخامس .. إقبال متراجع على ماجستير إدارة الأعمال

روابط وادي السيليكون بصناعة التكنولوجيا العالمية جعلت كلية الدراسات العليا في إدارة الأعمال في جامعة ستانفورد جذابة لكيمبرلي مانينج.
إلا أن مهندسة البرمجيات التي كانت عائلتها قد انتقلت إلى أستراليا من زيمبابوي، أوقفت طلبها. تقول مانينج: "أتصور أن الولايات المتحدة معادية بشكل متزايد للمهاجرين والأشخاص من ثقافات أخرى".
الولايات المتحدة هي مسقط رأس درجة الماجستير في إدارة الأعمال وموطن 51 كلية من أفضل 100 كلية إدارة أعمال في قائمة التصنيف العالمي لـ"فاينانشيال تايمز". لكن السوق تمر بدوامة هابطة منذ خمسة أعوام من حيث الطلب، الأمر الذي امتد في الأعوام الأخيرة إلى أكثر المؤسسات المرموقة، بما في ذلك ستانفورد وكلية هارفارد للأعمال ووارتون.
هذا العام، انخفضت الطلبات في جميع الكليات الأعلى تصنيفا في تحليل "فاينانشيال تايمز"، باستثناء واحدة. كلية بوث لإدارة الأعمال في جامعة شيكاغو كانت هي الاستثناء حيث ارتفعت الطلبات 3.4 في المائة هذا العام.
تشديد قواعد التأشيرة للطلاب الأجانب والعداء للهجرة تحت إدارة دونالد ترمب يعتبران أكبر مشكلة لفرق القبول لدرجة الماجستير في إدارة الأعمال.
مانينج التي عملت في شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا المالية في بريسبان منذ تخرجها في جامعة كوينزلاند قبل خمسة أعوام، ستتجه في كانون الثاني (يناير) المقبل إلى فرنسا، وليس الولايات المتحدة، لبدء دراسة الماجستير في إدارة الأعمال في كلية إنسياد في فونتانبلو. تقول: "في الواقع لا أشعر أنني مستهدفة بشكل فردي وسأكون مؤهلة للحصول على تأشيرة عمل مميزة. لكنني لا أريد الانتقال إلى بلد لديه مثل هذه السياسات العدائية الصريحة".
هي ليست وحدها في اتخاذ مثل هذا القرار. كلية الدراسات العليا في إدارة الأعمال في جامعة ستانفورد عانت، كما ذكرت "فاينانشيال تايمز" الشهر الماضي، انخفاضا بنسبة 6 في المائة في عدد الطلبات لدراسة الماجستير في إدارة الأعمال. وهي تعزو ذلك إلى مخاوف الهجرة والمعركة التجارية الأمريكية الحالية مع الصين.
هناك أيضا تصور متزايد بأن درجة الماجستير في إدارة الأعمال لم تعد الطريقة الأكثر فاعلية، من حيث التكلفة، للتقدم في الحياة المهنية، وأن هناك طرقا أخرى الآن لاكتساب ما كان مزايا حصرية للتحصيل العلمي في مجال إدارة الأعمال.
جوريك نج، باحث مشارك في كلية هارفارد لإدارة الأعمال، أنهى درجة الماجستير في إدارة الأعمال العام الماضي، وهو أيضا مستشار مهني لطلاب جامعة هارفارد. أحد أكبر التحديات التي يراها تواجه درجة الماجستير في إدارة الأعمال هي "المزايا غير الواضحة" للتأهل بالنسبة للذين يفكرون في الحصول على واحدة: طلاب الماجستير في إدارة الأعمال المحتملون، هؤلاء هم بالتحديد نوع الأشخاص الذين بإمكانهم بناء شبكة والعثور على وظيفة عبر طرق أخرى.
يقول نج: "لا أقول إن كلية الإدارة بلا قيمة. أنا ممتن للتعليم، والمرشدين، والأصدقاء مدى الحياة الذين اكتسبتهم في كلية هارفارد للأعمال. لكن إلى حد كبير معظم الطامحين في كلية إدارة الأعمال الذين قابلتهم لديهم دوافع فاترة في أحسن الأحوال ويتساءلون عما إذا كانوا قد اتخذوا القرار المناسب".
الأسباب الأكثر شيوعا التي يقدمها طلاب جامعة هارفارد للحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال تتضمن الخوف من تفويت ما فعله الأصدقاء، والرغبة في ترك وظيفة يكرهونها، والفرصة للعثور على زوج أو زوجة – وببساطة لأن بإمكانهم ذلك، جلسوا لاختبار القبول وسجلوا علامة عالية، كما قال نج.
لكنه حذر من أن هذه الأسباب ليست كافية عند قياسها بتكلفة الدراسة للحصول على الماجستير في إدارة الأعمال، التي قد تصل إلى 250 ألف دولار في كليات مثل كلية هارفارد للأعمال، وعامين من الدراسة بدوام كامل للحصول على الشهادة.
يقول: "مثل ’ملشوكة‘، هجين قبيح من كلمتي ملعقة وشوكة، فهي ليست مدببة بما فيه الكفاية لتكون شوكة أو دائرية بدرجة كافية لتكون ملعقة، فإن كلية إدارة الأعمال هي أشياء كثيرة بالنسبة لكثير من الناس لدرجة أنها تنتهي إلى كونها لا شيء لأي شخص".
التراجع في طلبات الماجستير في إدارة الأعمال في الولايات المتحدة يمثل مصدر قلق، لكنه لا يشكل أزمة وجودية بالنسبة للكليات الأعلى تصنيفا. هذا العام، مثلا، تلقت جامعة ستانفورد 7342 طلبا، أي أقل من 7797 طلبا في عام 2018، من أجل 417 مقعدا فقط.
لورنس لينكر، مستشار القبول في شركة MBA Link في سنغافورة، التي تقدم المشورة للطلاب المحتملين، يرى انخفاض عدد الطلبات فرصة لأنه يزيد احتمالات القبول في الكليات العليا. يقول: "بالنسبة للذين حصلوا على درجات الاختبار الصحيحة والأموال متوافرة، ليس هناك وقت أفضل لتقديم طلب لكلية إدارة أعمال".
كانت هناك تغييرات أخرى في المتقدمين لكلية إدارة الأعمال – عدد متزايد من النساء.
وفقا لإليسا سانجستر، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة فورتي، التي تنظم حملات لرفع نسبة النساء في التحصيل العلمي في إدارة الأعمال، هناك ارتفاع "بطيء لكنه ثابت" في التحاق الإناث بدورات الماجستير في إدارة الأعمال على مستوى العالم.
تشير سانجستر إلى أن 40 في المائة أو أكثر من النساء التحقن بثلث الكليات الأعضاء البالغ عددها 52 في العام الماضي، مقارنة بثلاث كليات فقط في عام 2014. تقول: "شهدنا تركيزا أكثر قوة على تعزيز التنوع بين الجنسين في الأعوام الخمسة الماضية".
في حين أن مانينج قد تكون قررت عدم التقدم بطلب، إلا أن كلية الدراسات العليا لإدارة الأعمال في جامعة ستانفورد حصلت على التوازن الأعلى بين الجنسين لدراسة الماجستير في إدارة الأعمال، حيث تشكل النساء 47 في المائة، بزيادة 6 نقاط مئوية عن عام 2018.
هذا نتيجة عدة أعوام من توسيع الجهود لتشجيع المتقدمات، مثل فعاليات التواصل لمجموعات من النساء خارج الولايات المتحدة ودعم المنح للنساء، كما تقول كريستين موس، مساعدة العميد لقبول الماجستير في إدارة الأعمال والمساعدات المالية. وتضيف: "التنوع والمساواة والشمول تمثل أولوية رئيسية بالنسبة لكلية الدراسات العليا لإدارة الأعمال".
أثبتت المساعدات المالية أهميتها لمانينج التي حصلت على المساعدة على تكاليف الماجستير في إدارة الأعمال في كلية إنسياد بمنحة مقدارها 20 ألف يورو من مؤسسة فورتي. تقول: "درجة الماجستير في إدارة الأعمال تبدو منطقية بالنسبة لي لأنني أريد الحصول على تجربة دولية، على أمل القيام بشيء في المستقبل لمساعدة بلدي، زيمبابوي".
الحاجز الأكبر أمام أقرانها الذين يتقدمون لكليات إدارة الأعمال ليس المال، بل عدم الاكتراث بدرجة الماجستير في إدارة الأعمال كوسيلة للتقدم في حياتهم المهنية، كما تقول.
"في صناعة التكنولوجيا عدد قليل من الأشخاص حاصلون على درجة الماجستير في إدارة الأعمال".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES