Author

الإيرادات الإضافية وتخفيض الضرائب

|

مدير عام صندوق النقد الدولي


يمكن استخدام الإيرادات الإضافية في تخفيض ضرائب أخرى وتوفير التمويل لمساعدة الملايين من الأسر المتضررة. ويمكن لهذه الموارد الجديدة أيضا أن تدعم الاستثمار في البنية التحتية للطاقة النظيفة التي ستساعد على إبراء كوكبنا من أسقامه.
ولا تتطلب مواجهة تغير المناخ تخفيف الضرر فقط، بل التكيف للمستقبل أيضا. وينطوي التكيف على أشياء كثيرة، لكن جانبا كبيرا منه يتعلق بتسعير المخاطر وتوفير حوافز للاستثمار، بما في ذلك الاستثمار في التكنولوجيات الجديدة.
وتوضح أبحاث المنظمات الأخرى بشأن التكيف وأن بناء الصلابة يتسم بكفاءة التكلفة أيضا. ذلك أن استثمار 1.8 تريليون دولار عالميا على مدار العقد المقبل يمكن أن يحقق منافع كلية صافية قدرها 7.1 تريليون دولار. ويوضح تحليل الصندوق الوارد في تقرير الاستقرار المالي العالمي التقدم الجاري في القطاع المالي الخاص. فهناك زيادة مستمرة فيما يسمى السندات الخضراء في أوروبا وأنحاء من آسيا. وهذا تطور جيد جدا، لكنه لا يكفي بأي حال.
إن ثمن السلبية كبير، ونحن ندرك أن كل بلد يواجه تحديات وقيودا فريدة. لكن بإمكاننا ويجب علينا أن نتعاون لمواجهة هذا التحدي الآن ونعمل معا على نحو يجدد الثقة بالعمل التعددي. وكثيرا ما قلت إن إثبات ضرورة التعاون لعالم أكثر تشككا من ذي قبل يتطلب تحقيق نتائج حقيقية في حياة الناس. ويعني هذا أيضا تذكير الجميع بقوة الشراكة في وقت الأزمات. ويقودني هذا إلى نقطتي الأخيرة.
إن الاقتصاد العالمي إذا تباطأ بدرجة أكثر حدة من المتوقع، فإنه يتطلب استجابة منسقة على صعيد المالية العامة. وسأكون واضحة نحن لم نصل إلى هذه المرحلة. لكن حين يتعلق الأمر بالاستعداد لإمكانية إصدار استجابة منسقة ينبغي أن نتذكر نصيحة شكسبير: "التبكير ثلاث ساعات خير من التأخر دقيقة واحدة". وتوضح أبحاثنا أن التغيرات في الإنفاق تكون أكثر فعالية وتحقق أثرا مضاعفا إذا تحركت البلدان معا، أو بعبارة أخرى: إذا تفاقم التباطؤ المتزامن سنحتاج إلى استجابة متزامنة على صعيد السياسات، وقد رأينا ما يثبت صدق هذه النتيجة في الماضي القريب. تذكروا عام 2009 وتعهد مجموعة العشرين باتخاذ إجراءات تنشيطية مشتركة.
إنها تذكرة مهمة بكيفية حماية البلدان لمواطنيها مع الاستفادة من التعاون الدولي لتحقيق منافع مشتركة. وأختتم حديثي من حيث بدأت بمشهد السباحة المتزامنة. وفي الأسبوع المقبل، حين يلتقي بلداننا الأعضاء الـ189 في العاصمة واشنطن، أحثهم على المجيء وهم مستعدون لإيجاد حلول. وأنا على ثقة بأننا إذا تعاونا، واضعين في الأذهان التحديات والمصالح الخاصة بكل منا سنتمكن من تحقيق مستقبل أفضل للجميع.

إنشرها