Author

التجميل المرفوض

|


بحكم عملي كطبيب أمراض جلدية وتجميل، أواجه -كما يواجه زملائي- عديدا من المراجعين والمراجعات، الذين يطلبون إجراءات تجميلية بشكل مبالغ فيه، حيث يخضعون لعديد من العمليات التجميلية التي لا يحتاجون إليها في كثير من الأحيان، فينتهي بهم المطاف إما بمضاعفات أو تشوهات دائمة، نتيجة إصرارهم على مثل هذه العمليات.
دعوني أستعرض معكم واحدا من أهم الأمراض التي يعانيها بعض المترددين بصورة مبالغ فيها على عيادات التجميل، وهو مرض "اضطراب تشوه الجسم" أوBody dysmorphic disorder. في هذا المرض يعاني المريض عدم رضا عن جزء من جسمه سواء في الوجه أو المناطق الأخرى، يتطور هذا المرض ليصبح هوسا حقيقيا، حيث يصبح الهم الأول لهذا المريض، ما يؤثر في حالة المريض النفسية، لينتهي به الأمر إلى القلق والاكتئاب. يقوم المرضى المصابون بهذا المرض بالتوجه -خطأ- إلى طبيب التجميل، أملا في تحسين ما يعانونه، ويخضعون لعديد من الإجراءات التجميلية والجراحات التي لا يكون لها أي مبرر طبي أو تجميلي، ويزداد الوضع سوءا حينما يقع المريض في يد طبيب غير ملم بهذا المرض، أو يقوم بمثل هذه الإجراءات رغبة في الكسب المادي، فيتضرر المريض من كثرة هذه الإجراءات، لأن أصحاب مثل هذه الحالات لا يصلون عادة إلى أي نتيجة ترضيهم.
هذه الحالة يتطلب علاجها وجود طبيب نفسي مختص لعلاج المصابين بهذا المرض، فالمشكلة التي يعانيها هؤلاء المرضى لا يمكن حلها بأي عملية أو إجراء تجميلي. على الجانب الآخر فإن هذا المرض يتطلب حملات توعوية من المختصين والجهات المختصة مثل وزارة الصحة والجمعيات العلمية المتخصصة سواء في الجلدية أو جراحة التجميل أو الجمعية النفسية، لحماية هؤلاء المرضى من أنفسهم، ومن بعض الأطباء الذين يتعاملون مع مثل هذه الحالات بطريقة خاطئة.

إنشرها