Author

التأشيرة السياحية

|


استمعت إلى زائر يفتخر بأنه حصل على تأشيرة سياحية خلال خمس دقائق. عندما قررت المملكة منح التأشيرات السياحية لعدد كبير من دول العالم يضاف إليها مواطنو دول مجلس التعاون، تهافت الناس على زيارة البلاد حتى وصل العدد إلى أكثر من 30 ألف تأشيرة خلال ثلاثة أسابيع.
هذا بحد ذاته يفتح مجالات عديدة للنقاش والتعرف على الفكرة بوصفها مفهوما حديثا على مجتمعنا، فبعد أن كان السعودي سائحا بشكل عام ويمارس هوايته في التعرف على دول العالم، أصبح اليوم في موقف مقابل، وعليه أن يتذكر كل ما كان يقوله عن المجتمعات التي يزورها.
هناك مجموعة أنماط من التصنيف التي نعرفها جميعا ونبني عليها – في الأغلب - قراراتنا السياحية. العامل المادي هو العنصر الأهم طبعا، لكن عناصر مثل البيئة وسلوك السكان والبنى التحتية، تأتي في موقع متقدم عندما نختار وجهتنا السياحية.
هنا تتضح أهمية التغيير السلوكي والأدائي لمختلف مكونات المجتمع الذي سيتعامل معه السائح. إن تكوين فكرة إيجابية عن تعامل الناس والاحترام المتبادل والالتزام بالأنظمة، سيجعل السياحة تتقدم وتحقق نجاحات تبلور الإنجاز الاقتصادي المأمول من هذه العمليات، كما أنها تسهم في تغيير النظرة العالمية التي قد تكون من عمل وسائل الإعلام المغرضة. هنا لا بد أن يتم تغيير كبير في أسلوب تناول كثير من الاختلافات مع ظهور الحالة المستجدة، ولنا في كثير من الدول التي يجذب الناس إليها سلوك سكانها، عبرة وفائدة.
يأتي التسريع بإنهاء إنشاءات البنية التحتية التي تدعم السياحة أولوية أساسية في نجاح المواسم السياحية. خدمات النقل العام يجب أن تكون ضمن إمكانات الزائر، خصوصا أن كثيرا ممن يميلون إلى السياحة، من فئة متوسطي الدخل الذين قد لا تناسبهم أسعار خدمات النقل الفردي المتوافرة حاليا.
كما أن الرقابة على الأسواق والأسعار في غاية الأهمية، خصوصا عندما نتحدث عن السائح الذي يميل إلى التسوق، وقد يقع ضحية الاستغلال كما نشاهد في حالات ودول كثيرة، حيث أصبح الناس يميلون إلى الابتعاد عنها بسبب الاستغلال غير المقبول لجهل السائح باللغة أو قدرته المادية.
نصل هنا إلى نقطة ومفترق مهم يتطلب البحث من قبل كل جهة تتعامل مع هذا النموذج الجديد من زائري البلاد وتستدعي تعديل ما يمكن تعديله للإسهام في نجاح السياحة في بلادنا.

إنشرها