صناديق الاستثمار المتداولة «غير الشفافة» تغري مديري الأصول

صناديق الاستثمار المتداولة «غير الشفافة» تغري مديري الأصول

عندما حصلت شركة إدارة الأصول "أمريكان سينشري إنفيستمنتس" على مباركة الحكومة لتسجيل نوع جديد من الصناديق المتداولة في البورصة هذا الصيف، بدأت شركات أخرى الاصطفاف لاستخدام التصميم نفسه.
كانت الشركة التي تتخذ من كانساس سيتي مقرا لها أول شركة تحصل على موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصة على تقديم ما يسمى الصناديق "غير الشفافة" المتداولة في البورصة إلى السوق، وذلك في إطار عمل مرخص من شركة بريسديان إنفيستمنتس التابعة لشركة ليج ماسون Legg Mason.
تختلف المنتجات في شيء واحد مهم عن صناديق الاستثمار الأخرى المتداولة في البورصة - هيكل آكتيف شيرز ActiveShares من "بريسديان" يسمح للمديرين بتجنب الإفصاح يوميا عن حيازاتهم الكاملة في المحافظ. وهذا تطور لطالما سعى إليه المديرون النشطون الذين يتجنبون بشكل عام الإفصاح عن استراتيجياتهم الاستثمارية بشكل علني.
يقول إد روزنبيرج، رئيس الصناديق المتداولة في البورصة في شركة أمريكان سينشري: "الهيكل العام نفسه يسمح لنا بتقديم منتجات لم نكن في العادة نستطيع تقديمها".
نظرا لأن شركات إدارة الأصول قلقة بشأن "خطر تقدم المنافسين"، تجنب كثير منها التعامل مع صناديق الاستثمار المتداولة، وعرضت عوضا عن ذلك منتجات مدارة بشكل نشط في صورة صناديق استثمار مشتركة تتطلب الإفصاح عن حيازات المحافظ كل ثلاثة أشهر، بدلا من كل يوم. ولهذا السبب سوق الصناديق المتداولة في البورصة، كما يقول روزنبيرج "تفتقد أفضل أفكار رعاة (الصناديق) النشطين".
لكن المستثمرين كانوا يندفعون تجاه صناديق الاستثمار المتداولة التي غالبا ما تكون الرسوم فيها أقل من الصناديق المشتركة المماثلة. في نهاية آب (أغسطس) كانت صناديق الاستثمار المتداولة المدارة بشكل سلبي تمثل نحو 3.9 تريليون دولار من الأصول، بينما احتفظت صناديق الاستثمار المتداولة النشطة بـ84.8 مليار دولار فقط، وفقا لبيانات منصة مورنينج ستار دايركت. صناديق الاستثمار المشتركة كان لديها نحو 11.5 تريليون دولار من الأصول في استراتيجيات تدار بشكل نشط، مقارنة بـ3.8 تريليون دولار في تلك التي تدار بشكل سلبي.
أصول الصناديق المشتركة لشركة أمريكان سينشري بلغت أكثر من 105 مليارات دولار في نهاية آب (أغسطس)، وفقا لمنصة مورنينج ستار. في الوقت نفسه، بلغت أصول صناديقها المتداولة في البورصة 162 مليون دولار.
الشركة لم تقدم بعد مستندات التسجيل الخاصة لأي من صناديق الاستثمار المتداولة غير الشفافة، على الرغم من أن روزنبيرج يقول إنها تخطط لإطلاق اثنين من الصناديق المتداولة في البورصة خاصة بالأسهم الأمريكية في مجموعة متنوعة من أسهم النمو والقيمة.
شركة بريسديان حصلت على موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصة على ذلك الإطار قبيل حصول "أمريكان سينشري" على بدء استخدامه. وينطبق التصميم فقط على الأوراق المالية الأمريكية، بما في ذلك الأوراق المالية مثل الأسهم وصناديق الاستثمارات العقارية والعقود الآجلة وسندات الخزانة، لكن يمكن لشركة بريسديان الحصول على موافقة على إطار عمل يشمل حيازات دولية.
يقول دان ماكابي، الرئيس التنفيذي لشركة بريسديان: "الاهتمام، بصراحة، كان أكبر بكثير مما توقعت".
إلى جانب شركة بريسديان تسعى شركات إدارة الأصول "فيديليتي" و"تي روي برايس" T Rowe Price و"ناتيكسيس" Natixis للحصول على إذن من هيئة الأوراق المالية والبورصة من أجل هياكل الصناديق المتداولة غير الشفافة، التي يمكن أن تستخدمها هذه الشركات لمنتجاتها الخاصة، إضافة إلى الترخيص لشركات الاستثمار الأخرى. شركة أخرى هي "بلو تاركتور جروب"، تبني أعمالها حول هيكل الصناديق المتداولة الذي طورته.
بحسب مكابي، حتى الآن، وقعت "بريسديان" اتفاقات تراخيص لهيكل الصناديق المتداولة في البورصة مع 12 شركة استثمار تدير مجتمعة ما لا يقل عن 14 تريليون دولار، مع إعلان 24 شركة أخرى عن اهتمامها.
وقال عن الصناديق المتداولة في البورصة التي ترتكز على هيكل "أكتيف شيرز": "بالنسبة للعميل العادي، سيتولى البحث، والتسوية، والتداول، والتصفية مثل كل منتج آخر يتم تداوله في البورصة".
قضت الشركة فترة في تطوير الهيكل وطلب موافقة الجهات التنظيمية. لكنها كانت ثاني شركات تحصل على هيكل غير شفاف - شركة إيتون فانس Eaton Vance وصلت إلى السوق منذ ثلاثة أعوام مع أنموذج نيكست شيرز NextShares. لكن هذا الهيكل ليس مخصصا لصناديق الاستثمار المتداولة في البورصة، بل لـ"الصناديق المدارة المتداولة في البورصة" التي تطلب من الوسطاء التجاريين تكييف أنظمة التداول الخاصة بهم لاستيعابها.
عدد من شركات الاستثمار حصل على ترخيص أنموذج نيكست شيرز وطور منتجات، لكن بعضها، مثل شركة جيبلي فندز Gabelli Funds و"براندز إنفيستمنت بارتنرز" Brandes Investment Partners، انتقت صناديقها وحصلت على ترخيص منهج أكتيف شيرز الخاص بشركة بريسديان.
قبل فترة وجيزة من إعطاء هيئة الأوراق المالية والبورصة الموافقة الرسمية لمنهج أكتيف شيرز هذا العام، سعت " إيتون فانس" إلى منع الموافقة، وقدمت خطابات إلى الجهة المنظمة تزعم فيها أن صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة ستنتهك قانون بورصة الأوراق المالية لعام 1934. وعللت ذلك بأن المنتجات تتقاسم معلومات المحفظة غير العامة مع الوسطاء التجاريين من أجل تسهيل التداول - وهو تفصيل لم تجد هيئة الأوراق المالية والبورصة في النهاية أنه غير قانوني.
لكن شركة إيتون فانس، أيضا، تسعى للحصول على موافقة مجلس الأوراق المالية والبورصة على إطار عمل لصناديق الاستثمار المتداولة غير الشفافة، وهو تصميم تطلق عليه "كليرهيدج" Clearhedge. يقول ستيفن كلارك، رئيس قسم الحلول المتقدمة للصناديق في "إيتون فانس"، إن الشركة حصلت على براءة اختراع عن هذا التصميم في أواخر العام الماضي وقدمت طلبا للحصول على إعفاء مع هيئة الأوراق المالية والبورصة في شباط (فبراير).
يقول كلارك: "واجه أنموذج نيكست شيرز عددا من التحديات الكبيرة، من الناحية التجارية"، مشيرا إلى تغييرات يجب على الوسطاء التجاريين إدخالها على أنظمة التداول لجعل المستشارين والمستثمرين يفهمون المنتجات.
ويتابع: "نيكست شيرز هو المنتج الوحيد المتداول الذي يتوافر اليوم، والمتوافق تماما مع الإدارة النشطة". ويشير إلى أن عدد الصناديق التي تستخدم الأنموذج مرتفع ومتزايد. ويتيح "نيكست شيرز" أي فئة من فئات الأصول التي يمكن استخدامها بالمثل ضمن الصناديق المشتركة.
ويقول إن بعض الحاصلين على تراخيص أنموذج نيكست شيرز أعربوا عن اهتمامهم بمنهج "كليرهيدج" للصناديق التي يتم تداولها في البورصة الذي هو بانتظار الموافقة.
ويضيف: "نحن نحاول إيجاد طريقة لجعل صناديق الاستثمار المتداولة متاحة للمديرين النشطين بطريقة تحمي معلومات المحفظة السرية".
يقول تود روزنبلوث، كبير مديري بحوث صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار المشتركة في شركة CFRA للأبحاث، إنه نظرا لأن شركة بريسديان كانت أول من حصل على موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصة من أجل تصميمها، كانت تسبق المنافسين.
ويضيف: "هذه هي التي ستحدد معيار ما يريده المستثمرون. ويبدو أنه من الصعب على أي هيكل آخر أن يتمتع بالمستوى نفسه من النجاح، عندما يكون في الوراء لستة أشهر أو عام أو أكثر". ويتوقع أنه بعد وصول صناديق الاستثمار المتداولة غير الشفافة لأول مرة إلى السوق "سيكون هناك تفكيك لأصول صناديق الاستثمار المشتركة إلى منتج أكثر كفاءة من حيث الضرائب، ومن المحتمل أن يكون أقل تكلفة".
وأوضح أن الجمهور المستهدف هو شركات إدارة الثروات، حيث حول المستشارون عديدا من محافظ العملاء إلى صناديق الاستثمار المتداولة، لكنهم وجدوا نقصا في خيارات الإدارة النشطة. "يحب المستثمرون شراء أشياء بسيطة الفهم".
قال روزنبيرج، من "أمريكان سينتشري"، إنه يعتقد أن صناديق الاستثمار المتداولة المدارة بنشاط ستفرض على الأرجح رسوما مماثلة لفئات الأسهم الأقل تكلفة من صناديق الاستثمار المشتركة المماثلة، ما يعني أنها ستكون أغلى من الصناديق المتداولة التي تتبع المؤشرات.