default Author

أسنانك ودماغ الفأر

|

الفم البوابة الرئيسة لجسدك ومفتاح صحتك، يزينه صفا أسنان تتنوع وظيفتها بين المساعدة على النطق وسلاسة الحديث وتقطيع الأكل ومنحك الجمال الظاهري، لذا حرص البشر منذ القدم على نظافة أسنانهم - حراس البوابة - ولثاتهم لتخرج أنفاسهم عطرة، فهل تخيلت يوما، ما الوسائل والمواد التي استخدموها قبل الفرشاة والمعجون؟
يعتقد أن المصريين القدماء هم أول من استخدموا مواد لتنظيف أسنانهم وتبييضها، باستخدام خل النبيذ للتلميع والحجر الخفاف لإزالة العوالق من عليها، وابتكرت الحضارات القديمة، مواد مختلفة لتنظيف وتبييض وعلاج الأسنان، منها القماش الخشن والملح والطباشير لفرك الأسنان والتخلص من الرواسب، ومضغ الصينيون القدامى غصينات وأوراق النبات العطرية لتنعش أنفاسهم.
ومع زيادة الحرص على نظافة أسنانهم لجأوا إلى استخدام مواد قد لا تخطر لك على بال وقد تصيبك بالقرف وتتحاشى ذكرها فضلا عن وضعها في فمك.
منها رماد حوافر الثيران المخلوطة بقشر البيض المحروق، وكذلك العظام وصدف المحار ومعجون بيلينيوس العجيب المكون من رماد رأس أرنب وأسنان حمار ممزوج مع خلاصة دماغ فأر وإن لم يعجبك فامزجه بدماغ أرنب، مع أنهم يفضلون دماغ الفأر.
كما اعتاد الرومان على تنظيف أسنانهم بالبول، نعم البول القديم والمعتق – أعزكم الله – مخلوطا بحليب الماعز. ويروى عن زوجة الإمبراطور كلوديوس أنها كانت تغسل أسنانها بالبول البشري المركز المجلوب لها من البرتغال، حيث ظنوا أن نسبة الأمونيا في بول البرتغاليين أعلى لقوتهم، لذا صدر بولهم وبكميات كبيرة للثريات من النساء الرومانيات.
ويعتقد أن أول من ابتكر أداة تنظيف الأسنان هم الفراعنة بما يشبه المسواك، أما أول من صنع فرشاة أسنان فهم الصينيون عام 1498 وذلك بتثبيت شعيرات مستخرجة من أعناق الخنازير على سيقان البابو.
ولم تكن الفرشاة معروفة في الغرب حتى القرن السابع عشر حين تمكن سجين يدعى ويليام أديس من استخدام الموارد البسيطة في السجن لصنع أداة يتمكن بها من تنظيف أسنانه بدل الخرقة البالية التي تمنح له، من بقايا العظام ملصق بها شعيرات خنزير التي ظلت مستخدمة حتى تم استبدالها بالنايلون، أما الأمريكيون فلم يعرفوا تنظيف الأسنان إلا بعد الحرب العالمية الثانية.

إنشرها