Author

حب المدرسة

|

شاهدت خلال الأسبوع الأول حالات من المقاومة الغريبة للذهاب إلى المدرسة، وكان الأسبوع الأول حافلا بالنكت على التلاميذ ومعلميهم، ما يحمل المؤدى الذي لا نتمناه، وهو كراهية المدرسة، وافتقاد الروح التي نحتاج إليها جميعا لمستقبل الأجيال.

فكرت في كثير من المزايا التي يمكن أن يحصل عليها الطالب وهو في مدرسته، وكذا المعلم الذي يمثل واحدا من أهم عناصر التربية المدرسية والاشتياق الذي يمكن توفيره لدى الطالب للعودة بعد الإجازات.
لا يوجد ما يمنع أن يتمنى الطلبة ومعلموهم الراحة خلال العام الدراسي، لكن حالات البكاء التي شاهدناها والعصبية المنتشرة بين المعلمين خلال الأسبوع الأول لا تنتمي لما يمكن اعتباره نجاحا في تكوين الأجيال ودعم مشاريع تطوير قدراتهم. ما لم يكن هناك انتماء ومحبة للمدرسة وبيئتها وأنشطتها وحتى تجهيزاتها لكل العناصر المشاركة في العملية التربوية، لن تكون هناك نجاحات حقيقية ومنتشرة على الخريطة المدرسية في البلاد كلها.
النجاحات موجودة والأمثلة الناصعة كذلك، هنا نحتاج إلى من يرصد هذه النجاحات ويحللها وينميها وينشرها على القاعدة الأشمل في البلاد كلها. أعلم أن هناك مدارس فيها من الجاذبية التي تحققت بسبب التخطيط السليم والاهتمام من قبل كل المكونات سواء داخل المبنى المدرسي أو خارجه، وهي نجاحات ظهرت من بيئتنا، الأمر الذي يجعلها سهلة التبني والتكرار.
شاهدت أمثلة حية في مواقع عديدة، المؤسف أن هناك من الأمثلة ما ينتهي لأي سبب دون أن يرصد حجمه ومكوناته وأسبابه. هناك مشاهير من المعلمين ذوي القدرات الخارقة الذين لهم انتشار في كثير من المدارس. بعضهم لا يزال في الخدمة وهم قلة وأكثرهم غادر مواقعه وهم من يؤسف لغيابهم لأسباب التقاعد وربط المعلمين والتعليم بالسن، وهو أمر قد يحتاج إلى بحث بسبب ما نشاهده من علاقة مميزة لكبار السن من المعلمين بمدارسهم وأنشطتها وطلبتهم الذين لا يزالون يذكرونهم ويحبونهم.
الاستمرار في بحث الوسائل التي تحقق الارتباط العاطفي بالمدرسة من قبل الجميع، يجب ألا يغفل الصلاحيات التي يحتاج إليها القادة الناجحون في تحسين بيئة المدرسة وعلاقات أعضائها، وهو أمر يحتاج إلى مراجعة مستمرة ونقاش مثمر داخل وخارج أروقة الوزارة. هذا من المسؤوليات الأهم لأنه ينشر الإبداع على مستوى البلاد كلها.

إنشرها