Author

الرفق بالحيوان

|

هذا المفهوم المهم الذي يحضنا عليه ديننا الحنيف وشاهدناه في ممارسات كثير ممن سبقونا، يعلو اليوم بالتنافس الشديد بين أبناء الوطن في مجال رعاية وعلاج الحيوانات. لعل الرجوع إلى الثقافة الإسلامية ومدلولاتها المهمة يعيننا في التنبيه على أهمية العناية بالحيوان، وهو أمر استدعى تكوين هيئات متخصصة لرعاية وتنمية الثروة الحيوانية التي كادت تختفي بسبب الصيد الجائر.
لئن دخلت امرأة النار في هرة حبستها، فقد دخلت الجنة أخرى بسبب كلب قدمت له الماء وهو في أمس الحاجة إليه. هذا المفهوم الأصيل في ديننا الحنيف مطلوب اليوم ونحن نشاهد بداية موسم الخروج للبرية ومحاولة صيد الحيوانات التي تعيش فيها بوسائل تنقصها الإنسانية. الصيد الجائر مع كونه مخالفا للنظام، هو في واقعه مخالف لقواعد الدين التي بنت في الأساس الصيد على الحاجة - بالدرجة الأولى.
ما نشاهده من ممارسات أصبحت منتشرة، يستدعي أن نغلظ العقوبات، ونشدد الرقابة على المواقع البرية التي تعمل الدولة على المحافظة على مكوناتها، خصوصا عندما نتحدث عن الحيوانات المعرضة للانقراض. تشديد الرقابة يمكن أن يكون بوسائل إلكترونية، وبشرية في الوقت نفسه. هناك كثيرون ممن يمكن توظيفهم جزئيا في مواقع الصيد ليكونوا مشاركين في حماية المهدد بالانقراض من حيوانات وطيور ونبات في هذه البلاد.
يتزامن كل هذا مع العمل الجاد في التوعية بأهمية رعاية الحيوانات وحمايتها والعمل على تنمية الثروة الحيوانية من خلال وسائل تربوية وإعلامية وتعليمية، وبهذا نصل إلى مجتمع واع يعرف مسؤولياته تجاه البيئة التي يعيش فيها.
كثير من دول العالم يواجه هذه الإشكالية رغم وجود قوانين رادعة فيها، وهنا يمكن التعاون مع الدول الأكثر نجاحا في المجال لتكوين منظومة الحماية المطلوبة. هناك الهيئات والمنظمات الدولية التي يمكن الاستفادة من خبراتها وآلياتها في تحقيق الحماية الحقيقية التي نتمناها. يمكن أن يتزامن مع ذلك تأسيس جوائز وتنظيم منافسات لتشجيع من يحققون نجاحات في حماية البيئة واستعادة ما قد نفقده من هذه الثروة المهمة.
الأمل أن نحقق التطور الذي يتمناه كل محب للبيئة وتتحول الإحصائيات إلى الإيجابية التي تبث الأمل.

إنشرها