Author

محاصرة التهور

|

يعلم كل من يصور المقاطع أنه ملزم بنتائج ما يصوره أمام الجهات المختصة، وشاهدنا كثيرا ممن نالوا العقاب بسبب ما صوروه من تجاوزات أو إساءات. لعل هذه الطريقة تكون أقرب ما يحمي الناس من التجاوزات التي تطولهم في عصر تسيطر عليه هذه الأجهزة الذكية، رغم أن بعضها يحدث في غرف مغلقة أو خلف ساتر.
هذه الميزة التي تحققت لجهات حماية المجتمع مع التطور الجديد في وسائل التواصل، تحمل معها دوافع لكثيرين من عشاق الظهور أو الوصول الذين تعوقهم عن تحقيق مرادهم عوائق قد لا يكون هذا مجال ذكرها.
راسلني زميل نشر مقطعا فيه تجاوز على أشخاص، وأساسه امتداح آخرين لكن التجاوز حدث بسبب الحماس ومحاولة رفع قيمة ما فعله صديقه من معروف لم يكن صاحبنا يرى أنه مستحق. أقيمت الدعوى على زميلنا وتوقفت خدماته بسبب تلك القضية ووقع في حرج كبير وأزمة لم يعد يعرف كيف يخرج منها.
ينطبق على صاحبي المثل "يداك أوكتا وفوك نفخ"، وهو ينطبق كذلك على كثيرين ممن وضعوا أنفسهم في مواقف محرجة لأسباب مختلفة. يأتي في السياق ما شاهدناه من مغامرة خطيرة، كان بعضنا لا يستطيع حتى مشاهدتها في المقطع الذي تسلق فيه ثلاثة شبان رافعة تعتلي واحدا من أعلى مباني مدينة الرياض، فجاء الاستدعاء الفوري من قبل الجهات الأمنية، وهو أمر لم يكونوا بحاجة إلى فعله أصلا فكيف بالتفاخر به.
هنا لا بد من تنبيه الجميع لما نقوله باستمرار عن التأكد من فعل كل ما هو منطقي وصحيح، ثم التأكد بأن ما ينشرونه لا يوقعهم في الحرج. الأهم من هذا وذاك هو مفهوم القدوة الذي يتخذه بعض صغار السن من داخل شبكاتهم البسيطة حيث يرون ما يحمسهم، ثم يحاولون تكراره أو تجاوزه بطريقة قد تؤدي بهم إلى مخاطر لا يعلمها إلا الله.
تخرج كثير من البرامج التي تحمل صور التهور هذه من المسؤولية القانونية بتصريح "لا تجرب هذا بنفسك أو في بيتك" لتأكيد خطورة ما يفعله من تنشر مقاطعهم، لكن هذا في واقعه لا يصل إلى عقول وقلوب الجميع، لتستمر المعاناة.

إنشرها