Author

الحفاظ على التراث

|

قرأت تصريحا لرئيس النادي الأدبي في حائل يؤكد فيه أن منازل حاتم الطائي مملوكة لمواطنين بصكوك، وعليه لا تستطيع إدارة النادي أن تقدم شيئا للجمهور عن تلك المنازل بما فيها الرصد والتوثيق. هذا الأمر يندرج ضمن مجموعة الأعمال التي تعمل وزارة الثقافة على تبنيها، رغم ضبابية العلاقة لدى محدثكم عن العلاقة بين الهيئة العامة للسياحة والتراث ووزارة الثقافة في هذا المضمار.
إن تحديد العلاقة سيؤدي – بالضرورة – إلى تحديد المسؤول عن استعادة التراث والموروث الشعبي والفكري الذي فقدته أغلب مناطق البلاد.
يأتي في الإطار الاهتمام بتخصص التاريخ الذي لا يعيره كثير من الجامعات الاهتمام الكافي، هنا أتوقع أن تؤدي الكراسي العلمية التي ترعاها كلتا الجهتين، وجهات أخرى ذات علاقة إلى انطلاقة قوية في المجال. الكراسي العلمية حققت لدول كثيرة كشوفا ونجاحات في مجالي الثقافة والتراث، لذا نحن مطالبون اليوم بعمل تاريخي مهم يكشف الثروات الكامنة في هذه البلاد التي تضرب بجذورها في التاريخ، وهي من أغنى دول العالم تأريخا كما يعلم الجميع. يعترض العمل بعض الاجتهادات التي قد تخرج الجهود عن العلمية والحياد، وهي ما يمكن أن نتخلص منه عن طريق التأصيل والتوثيق العلمي "المهم". هناك سلبيات وصعوبات قد تواجه كل من يتصدى للتاريخ، لكنه في النهاية سيكتشف التطور المهم الذي نحتاج إلى رصده كجزء من ثقافتنا المعاصرة. يعاني البعض إشكالية رفض بعض الممارسات في أزمنة مضت، وهذا ليس بالغريب، فهناك كثير من دول العالم، التي تعاملت مع مثل هذه الأزمات بمصداقية حققت في النهاية النجاح الذي يتمثل في الحاضر.
أدلة كثيرة تأتي في السياق ويشاهدها كل من يتابع القنوات الثقافية، حيث ترصد أغلب الدول الفترات التاريخية بسلبياتها وإيجابياتها، وهو ما يسهل في النهاية على المجتمعات التفاهم والتعايش، وفي مستوى أعلى التفهم لمن سبقوهم وتقدير ما تعاملوا معه من الظروف المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والدينية. ليس أدل على ذلك مما نشاهده من رصد لفترات العصور المظلمة في أوروبا بكل مصداقية، وما نشاهده في كثير من الوثائقيات التي تصور دولا مثل الولايات المتحدة في أوائل ومنتصف القرن الماضي والتغيير الدرامي الذي طال سلوك ومفاهيم وطرق تعامل الناس مع بعضهم نتيجة العلم، والتنوير الذي غير كثيرا من القوانين السلبية، مؤديا لحضارة كبرى نشاهدها اليوم في كل مكان.

إنشرها