Author

الإرشاد السياحي

|

أتابع المعلومات الجديدة والمشجعة التي تصدر عن الهيئة العامة للسياحة والآثار. يمتدح تصريح حديث مهنة الإرشاد السياحي، ويعد من يمارسها بالدخل العالي الذي يمكن أن يصل إلى ثلاثة آلاف ريال في اليوم, وهو دخل عال بكل المقاييس.
يهمني دوما البحث عن الفرص الوظيفية التي تفتح لأبناء وبنات الوطن، وعندما قرأت عن وجود فرص في الإرشاد السياحي تذكرت أن هذا المجال مربوط بأوقات معينة، وقد لا يكون فرصة وظيفية دائمة، وهذا أمر منطقي فالمرشد السياحي في أي دولة يمارس عمله في أوقات الذروة بشكل شبه يومي، ثم ما يلبث أن يفقد هذه الميزة عندما يختلف الوضع، وتقل أعداد القادمين للسياحة في موقعه.
مع أن المملكة تتميز بمواقع جاذبة طوال العام، وأخص هنا مكة المكرمة والمدينة المنورة اللتين حازتا أكبر عدد من التراخيص للمرشدين السياحيين، ولهذا فالفرص المتاحة هنا أكبر بكثير مما هو متاح في المشاتي والمصايف الأخرى. هنا لا بد من التذكير أن هذه المهنة من الأهمية بمكان، فهي تبني سمعة البلاد، وتروي قصص الأجيال ومن المهم أن يكون هناك برامج إعدادية مهمة للمرشدين السياحيين. تأتي أهمية الإعداد هذا مع التاريخ العريق لهذه البلاد، ومع التاريخ نجد كثيرا من التفسيرات لعدد هائل من الأحداث والمواقع الموجودة بين ظهرانينا. هذه التفسيرات طالها كثير من التغيير على مر الزمان، وتبنى التغيير من لهم بعض المصالح في مراحل زمنية مختلفة.
ليس أدل من أهمية الرصد الحقيقي للتاريخ من قبل المرشدين السياحيين من سوق عكاظ والجدل الذي كان يدور حوله على مدار التاريخ، وكيف استنقذت المملكة تاريخه واستعادت بريقه الذي خبا خلال فترات من ربط الموقع بأحداث ومواقف قد لا تكون ذات علاقة بماضيه التليد.
أقول إننا بحاجة ماسة لتثقيف المرشدين السياحيين، وقد تكون هناك حاجة لمنح التراخيص بعد اختبارات معينة نتأكد من خلالها من الفهم الصحيح للمواقع وتاريخها وما تحتضنه من الأحداث بعيدا عن الإساءة التي قد يتبناها البعض تجاه هذا الموقع أو ذاك.

إنشرها