Author

عفو الأب

|

ليس أمر على الآباء من فقد الأبناء. حقيقة يعلمها كل من فقد فلذة كبده لأي سبب كان. هذه الحقيقة التي لا بد أن تكون ماثلة في مخيلة كل من يناقش، أو يتعامل مع الموقف العظيم للرجل العظيم الذي عفا عن قاتل ولده. العفو الذي شهده كل المجتمع جاء مقرونا بالمطالبة، بإلغاء الحق العام وخروج الطفل، الذي كان طرفا في تشابك بين الأطفال في إحدى مدارس الرياض.
ثقة الرجل بأن الطفل الآخر لم يكن يعلم مغبة ما يفعل، وأنه كان يعدها حالة من التنافس بين طالبين، وأنه ليس هناك ما يستفز الكبار في هذه الحالة " المؤسفة "، وهو ما سبب هذا العفو الذي امتدحه الجميع، وأدعو المولى أن يجزي به والد الطفل المتوفى خيرا، وأن يجعل الطفل شفيعا له ولأمه، وهو في سن مبكرة جدا.
أنقل الأمر مع المطالبة بدراسة الأخطاء التي أدت إلى تشابك الأطفال بالأيدي في المدارس، بداية للبحث عن تغيير في عمليات الرقابة المدرسية، التي لا بد أن تتعامل مع الطالب قبل دخوله المدرسة حتى خروجه منها. تلكم الفكرة التي قاومها البعض باعتبارها تحميلا لكادر المدرسة فوق ما يقتضي الوصف الوظيفي.
المعلوم أن مسؤولية المدرسة في كل دول العالم تربط بين العاملين فيها والطلبة بشكل كبير، وحتى وجود متخصصين غير المجموعة التربوية المكونة من المعلمين والمرشدين حاليا، لتشمل تخصصات علم النفس والاجتماع والصحة، لتكون المدرسة بحق موقعا تضمن فيه الأسر أبنائها وبناتها.
النظرة الحالية التي تحصر علاقة الطالب بالمدرسة في ست أو سبع ساعات تعليمية " فقط " يجب أن تتغير، فنحن في زمن يحتاج فيه الطالب إلى أكثر من التلقين الذي تمارسه المدرسة، ألا وهو العمل على تكوين الشخصية المتمكنة الحاضرة التي تستطيع أن تتعامل مع ما يواجه الناس اليوم من المؤثرات الخطيرة.
هنا لا بد أن نرى مزيدا من التعاطف والاحترام لدور المدرسة واستعادة لما فقدته من تأثير إيجابي في المجتمع، وهذا مطلب يأتي فيه الآباء والأمهات في مكان متقدم , هم مطالبون بالوجود والتفاعل المستمر مع المدرسة، خصوصا ونحن نشاهد جمعيات أولياء الأمور أقل فاعلية من المطلوب، وأقل وجودا في المدارس مما هو مفترض. نبحث اليوم عن هذه الحلول وغيرها كثير مع القيادة الجديدة لوزارة التعليم.

إنشرها