Author

أسئلة حول «شطر الشعرة»!

|

الذي أعرفه أنه عند طرح أي شركة للاكتتاب العام، يبذل المروجون للطرح جهدا مكثفا، لحفز المستثمرين المؤثرين في الاكتتاب، ولاعتبارات عدة كلها تؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة الإقبال على السهم، بما يؤدي إلى نجاح الطرح. ما يلفت في مواقف بعض الصحافة الاقتصادية العالمية المتخصصة، التي ترقى إلى هواجس، يمكن تسميتها باهتمامات شطر الشعرة. وإن كنت أرى أن ذلك من باب الاهتمام البالغ بطرح شركة أرامكو، إلا أن بعض تلك الاهتمامات لافتة بالفعل؛ سبق أن بينت أن الممارسة المعمول بها عالميا هي ترويج الطرح حتى في المراحل الأولية، وهناك من يستبق الطرح بجس نبض فئات مؤثرة. وسأعطي مثلا، تصور أنك تملك شركة ناجحة توسعت أعمالها مع مرور الأيام، فقررت أن تطرحها طرحا عاما، فمن الممارس أن تتواصل مع رفقاء الدرب من الموردين وحتى العملاء المهمين، إما مباشرة أو من خلال استشاريي الطرح، لتعريفهم أنك ستطرح الشركة التي هم على علاقة بها، ومن جهة أخرى تعرض عليهم فرصة للإسهام فيها. إذ لا يمكن تصور أنك ستتعامل مع فئات من المستثمرين المحتملين ممن تربطهم علاقة واهتمام إما بك شخصيا وإما بتطور شركتك وبازدهارها معاملة الغرباء! ولهذا السبب أستغرب من استغراب بعض الصحف الاقتصادية العالمية المتخصصة، وبالتأكيد لا يمكن أن نعزو ذلك الاستغراب إلى الجهل، فالأقرب أن هناك من يريد أن يستخلص إجابات وتأكيد للتأكيدات. وبالقطع لا ضير من ذلك، إلا أننا يمكن أن نحمله على وجهين، (1) إنه مضيعة للوقت وإيجاد جلبة عبر المطالبة بتأكيد المؤكد وتوضيح الواضح، (2) إنه مفيد للتطمين ولمزيد إيضاح. لكن ثمة طريق أقصر، وهو التأمل في الممارسات المتبعة في السوق المالية السعودية، باعتبار أنها هي ذات الصلة؛ فالطرح الأولي لشركة أرامكو سيكون محليا. وكما نعلم فلدينا نظام للسوق ولوائح متعددة ومتخصصة في كل مرحلة من مراحل طرح الورقة المالية، حتى بعد إدراجها، ومتطلبات الإفصاح والحوكمة. ومن المشهود أن مبادرات الهيئة المالية كانت جوهرية وذات أثر في طرح الشركات لأوراقها المالية، وللجدية في الإفصاح والإصرار على حوكمة الأدوار وتحصينها من التداخل.

إنشرها