Author

ملحمة التوحيد

|

صنع الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه - معجزات في جهاده نحو توحيد البلاد، والمطالبة بحقوق المسلمين في كل أنحاء العالم. هذا العلم الذي وحد المملكة ولم شتات كل مكونات الوطن، هو في حقيقته هبة من الرحمن لأمة كانت تعيش الفرقة والحروب والخوف والتخلف.
جاء مع عبدالعزيز الخير وهو ينادي بتوحيد الله ووحدة الوطن المترامي. التوحيد الذي نسمعه في كل التسجيلات التي ترصد أعمال وحياة هذا القائد الملهم. إن إنجاز هذه الوحدة المباركة تحت قيادة الملك
عبدالعزيز، أنتجت أعظم وأهم دول العالم الإسلامي اليوم. هذه الدولة التي تضع القرآن أساسا لكل أنظمتها وحاكما لكل تعاملاتها وتفاعلاتها وقراراتها. بذلكم المبدأ نجحت البلاد، ودامت الوحدة، وبه يستمر العطاء والبناء العظيمين.
سار الأبناء على نهج الأب الموحد، وهو ما ضمن لهذه الدولة الاستمرار والبقاء والتطور الذي نقطف ثماره اليوم، ونحن مسؤولون عن استمراره وبقائه وتسليمه لمن بعدنا أنصع وأجمل وأصفى. إن السيرة التاريخية والرصد العادل للأحداث يؤكدان هذه الحقيقة، وكل ما نشاهده ونسمعه ونتعامل معه ونتمتع به في واقعنا اليومي يؤكد مسؤوليتنا هذه، ويعظمها في وجدان كل واحد منا.
نواجه اليوم حالة من الترصد من الأعداء في كل الاتجاهات، ولن يحمينا - بعد الله - سوى وحدتنا الوطنية، وتناغم قناعاتنا ومفاهيمنا وسلوكنا، وتلمس الحقائق التي يحاول أعداؤنا أن يشوشوا عليها في محاولة لرصد أي اختلاف أو قراءة منحرفة أو غير ناضجة للواقع الذي نعيشه.
إن ما يواجه المملكة من تحديات ليس من الأمور التي يمكن التهاون بها، وليس أدل على ذلك مما نشاهده اليوم من حركة مستمرة في اتجاه المملكة من كل أصحاب المصالح الحقيقية والمزيفة. هذه التحديات ليست سوى تأكيد على أهمية هذه الدولة والمساحة الكبيرة التي تسيطر عليها في السياسة والاقتصاد الدوليين. الأهمية - التي يحاول البعض التشويش عليها - يجب أن تكون ماثلة في ذهن الجميع ليتعرفوا على أدوارهم المهمة في تعظيم قيمة وحصانة الوطن وبقائه بعيدا عن مخالب الخطر التي تتربص بنا.
دورنا - اليوم - يتركز في الإبداع في كل ما نقوم به، والمشاركة في حفظ الأمن والابتعاد عن كل ما يمكن أن يسيء للوطن، وأن نعلم أن أي إخفاق من أي واحد منا سيكون له أثر خطير على مستقبل الوطن، وأن أول من يتأثر باختلافنا هو نحن الذين نستفيد من بقاء وأمن وسلامة الوطن.

إنشرها