Author

يوم الوطن

|

يأتي يوم الوطن ونحن نعيش أعظم نتائج العمل التاريخي الذي أنجز هذه الوحدة الكبرى. يعيش المواطنون اليوم في حال من الألفة والمحبة والتفاهم الذي يستدعي التمسك بكل ما تحقق في وطننا.
العمل التاريخي الذي لا يمكن أن يقارن في العصر الحديث بأي شكل مماثل في عالمنا العربي، وبعد أن نخرت الفرقة والتشرذم في جسد الأمة العربية والإسلامية، يضع للجميع قواعد مهمة لا بد أن نتعايش معها ونتذكرها باستمرار لنضمن تحقيق رؤية الآباء والأجداد لوطن متماسك وارف الظلال يكتنفه الأمن والمحبة. هذا الوطن الذي جمعنا بعد الفرقة والعنصرية والتطرف، لا بد أن يعيش ويبقى ويستمر في احتضان كل أبنائه. كما لا بد أن يتعرف على حقائق تاريخه ومنجزاته كل الأبناء والبنات حيثما كانوا.
المساهمة في البناء والتمسك بالوطن ومصالحه العليا، مسؤولية يتحملها كل واحد منا.
نشاهد اليوم الحروب تنتشر حولنا في كل الاتجاهات، مؤذنة بالخراب والخوف والتفتيت لعالمنا العربي والإسلامي باستغلال عناصر من داخل هذه الأوطان وخارجها. يعيد التاريخ نفسه في كل مرة تفقد فيها دولة جزءا من كيانها وتماسكها، لنشاهد المناظر المشؤومة تعم المدن والقرى فتدمر البنى التحتية ويتهاوى الاقتصاد برمته، ثم تفقد تلك الدول بوصلتها لتصبح لقمة سائغة في أفواه لم تمل من تدمير وسرقة كل شيء وأي شيء.
في هذه الذكرى الـ89 ــ بالذات ــ لا بد أن نتعامل مع الواقع ونتعرف على الأعداء ونتمسك بالوحدة الوطنية التي حققت ما لم تحققه كل محاولات البقاء التي نشاهدها تسقط في كل دول العالم.
الوحدة الوطنية ضرورة لكل فرد في هذا الوطن، ورؤية ما آلت إليه أحوال من تناسوا أو تواطؤوا مع العدوان على دولهم، وشاركوا في سرقة خيراتها تجعلنا نتأكد أنه مهما ذهبنا ومهما اختلفنا فلن يكون هناك أهم من الوطن وحضنه حاميا وجامعا لكل الأبناء.
تتضح ــ كذلك ــ أهمية العطاء للوطن والتضحية في سبيله كأساس لكل علاقاتنا وأمنياتنا وخططنا للمستقبل. ليس هناك وطن يماثل هذا الوطن، ولن يجد أي منا ما يكفي من الكلام ليوفيه حقه، ولهذا فليس أقل من العمل والبذل والتضحية في سبيل بقاء الوطن وتماسكه وتقدمه وسيلة لصناعة المستقبل والمحافظة على مسؤولياتنا تجاه الوطن.

إنشرها