default Author

الحب الصحي

|

تنتهي كثير من العلاقات الإنسانية من صداقة وحب، وترتفع نسب الطلاق بشكل مخيف، وفي الغالب دون أسباب واضحة رغم وجود الحب. شركاء وأصدقاء لسنين وأزواج يفترقون في لحظة غاب فيها ضوء القمر وتبقى علامات الاستفهام؟!

يلجأون إلى تبرير ذلك بالعين أو السحر أو كلاهما دون النظر إلى تفاصيل حياتهما التي دفعتهما إلى الانفصال دون أن يشعروا أن المشكلة تكمن في كوننا لا نعرف كيف نحب، وبالتالي لا نفرق بين الحب الصحي، والحب المرضي القاتل للعلاقات!
ورغم قناعتنا بأننا نحب من حولنا من أصدقاء وشركاء إلا أن النهايات الحزينة توضح أننا آذيناهم أكثر مما أحببناهم. أمور بسيطة تحدث، لكنها قاتلة للعلاقات ومدمرة للحياة. نلوم أصدقاءنا في عدم قضاء الوقت معنا أو دعوتنا إلى مناسباتهم حتى لو كانت خاصة أو نختلس النظر إلى رسائلهم ومحادثاتهم، ونؤذي أطفالنا بكثرة تأنيبهم على درجاتهم المتوسطة في المدرسة، ولا نريد أن نقتنع بمحدودية قدراتهم. هذه التصرفات الصغيرة مؤذية وبداية لقتل الحب في المنزل وخارجه، وتعريف هذا الأذى لدى المختصين بأنه إساءة تعامل وعنف، ليس شرطا أن يكون العنف ضربا أو تعذيبا جسديا، فالأذى النفسي قاتل بطيء لكل علاقة جميلة!
والإساءة في العلاقات أمر تواجهه واحدة من كل ثلاث نساء، وواحد من كل أربعة رجال في حياتهم. قد ترون في ذلك مبالغة وترون أنفسكم بريئين من سوء المعاملة مع أن أغلبنا يمارسه، لكن إذا تمكنا من معرفة الحب الصحي وفرقنا بينه وبين الحب المرضي، سيكون باستطاعتنا المحافظة على علاقاتنا.
العجيب أن العلاقات المؤذية لا تبدأ بالأذى أبدا، وإنما تبدأ مثيرة ومبهجة مدفوعة بغزارة العاطفة والاهتمام، مما يشعرك بأنك ملكت العالم، لكن مع مرور الوقت تقل الإثارة وتتحول إلى علاقة ثقيلة خانقة. الاتصالات الكثيرة، والوجود في كل مكان أنت فيه، وإرسال الرسائل بغزارة، والزعل من عدم ردك أو تجاوبك السريع مع علمه بأنك مشغول في مثل هذه الأوقات.
البدايات المندفعة دليل على النهايات المخيبة للآمال، المعنى بكيف تتطور هذه العلاقة لا بقوة البدايات. اسأل نفسك هل تمنحك تلك العلاقة وذلك الحب مساحة للتنفس؟ هل يسمعك الطرف الآخر!
إذا ظهرت علامات الحب المرضي بمحاولة عزلك عن من حولك والاستئثار بك، والغيرة والشك وتتبع تحركاتك، وإذا تكررت مسألة الانفصال والعودة بعد سيل من الوعود الكاذبة، أو محاولة التقليل من شأنك أمام نفسك وأمام الآخرين، فانجوا بنفسك قبل فوات الآوان!

إنشرها