الطاقة- النفط

تصريحات وزير الطاقة تبث الثقة بالأسوق وتطمئن العالم على سرعة التعافي

تصريحات وزير الطاقة تبث الثقة بالأسوق وتطمئن العالم على سرعة التعافي

يرى محللون نفطيون أن التصريحات الإيجابية لوزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان بثت الثقة في الأسواق، وطمأنت المستهلكين على تراجع الأسعار، بعدما حققت مكاسب قياسية سابقة عقب الهجوم الإرهابي على منشأتي نفط رئيستين في السعودية، ما أدى إلى هبوط المعروض العالمي بنحو 5 في المائة.
وتراجعت أسعار النفط أمس وسط تصاعد المخاوف والتوترات في الشرق الأوسط من وقوع أعمال عسكرية، في الوقت الذي طمأنت فيه السعودية الأسواق على الإمدادات، عبر المؤتمر الصحافي لوزير الطاقة، الذي أكد خلاله قدرة المملكة على تجاوز الأزمة والعودة إلى مستوى الإمدادات والإنتاج الطبيعي بنهاية الشهر الجاري.
ويعتقد مختصون ومحللون نفطيون أن حجم التعطل في الإنتاج السعودي أقل بالفعل كثيرا مما توقعوه مسبقا، وعلى الأرجح، فإن عملية التعافي ستجري بوتيرة سريعة، وسيعود إنتاج الخام السعودي إلى مستوياته الطبيعية خلال أسابيع قليلة.
وذكر المختصون أن الزيادات السعرية ستتخلى عن المستويات القياسية، التي سجلت بداية الأسبوع الجاري عقب الهجوم الإرهابي مباشرة، مشيرين إلى أن الخطة السعودية والاستعانة بالمخزون الاستراتيجي الأمريكي سيهدئ وتيرة صعود الأسعار قبل أن تعود إلى مستوياتها الطبيعية مع استكمال خطة إصلاح المنشأتين المضارتين.
في هـــــذا الإطـــــار، أوضح لـ "الاقتصادية"، سيفين شيميل مدير شركة "في جي إندستري" الألمانية، أن الهجوم على المنشأتين النفطيتين في السعودية يعد من أخطر الحوادث في تاريخ الصناعة وتسبب في حدوث أكبر اضطراب في تاريخ سوق النفط، ما دفع الأسعار إلى مستويات قياسية يوم الإثنين الماضي، إلا أن الأسعار لم تواصل قفزاتها وما لت للانخفاض في اليوم التالي مع توقع عديد من الهيئات النفطية والمالية أن تستأنف المنشأتان المضارتان نشاطهما بشكل أسرع من المتوقع.
وأضاف شيميل أن تلك الهجمات الإرهابية لن تقود إلى أزمات فورية في المعروض العالمي، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار قدرة قطاع النفط السعودي على التعافي وتجاوز الأزمة، فضلا عن وجود طاقة احتياطية عالمية هائلة.
مــــــن جانبـــــــــه، يقـــــــول لـ "الاقتصادية"، أندرو موريس مدير شركة "بويري" الدولية للاستشارات، إن هناك عديدا من العوامل التي هدأت نسبيا من المخاوف الواسعة التي اندلعت بعد الهجوم، ومنها بالتأكيد الموقف السعودي، الذي حدد على الفور إطارا زمنيا للتعافي، وأيضا الموقف الأمريكي الذي أكد استعداده لنشر الموارد من احتياطي النفط الاستراتيجي إذا لزم الأمر، لتعويض أي اضطرابات في الأسواق نتيجة لهذا العمل العدواني.
وأشار موريس إلى أن المنتجين بالفعل على الطريق للسيطرة على الأزمة والحد من الارتفاعات السعرية المفرطة في السوق، وذلك بفضل التنسيق بين تحالف منتجي "أوبك+" وتجاوب الولايات المتحدة ودول الاستهلاك الرئيسة وأبرزها الصين والهند واليابان، التي استجابت بالفعل لتعديلات المواعيد والنوعيات، التي طرحتها شركة "أرامكو" السعودية عقب الهجوم الإرهابي.
من ناحيته، يعتقد ماركوس كروج، كبير محللي شركة "إيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، أن مسار الأسعار على الأغلب لن يتعرض للقفزات العنيفة، التي وقعت مباشرة عقب الهجوم، خاصة مع بداية تعاملات الأسبوع الجاري، بسبب انحسار المخاوف نسبيا، متوقعا أن تكون الزيادات محدودة مع مضي السعودية قدما في خطة التعافي وإحراز تقدم ملحوظ في استعادة الكفاءة الكاملة للمنشآت النفطية المضارة.
وأشار لـ "الاقتصادية"، إلى أن وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان تمتع خلال المؤتمر الصحافي بالرؤية الثاقبة والعميقة للأزمة، إضافة إلى الثقة التامة بقدرة البلاد على تجاوز تداعيات هذا الهجوم خلال فترة وجيزة، لافتا إلى حرص المملكة على تدفق الصادرات النفطية كالمعتاد والانتهاء من الإصلاحات اللازمة بنهاية الشهر الجاري، وهو ما أدى بالفعل إلى انحسار المخاوف والقلق الواسع الذي هيمن على السوق عقب الهجوم.
بدورهـــــــــــــــا، تقـــــــــــــــــول لـ "الاقتصادية"، الدكتورة ناجندا كومندانتوفا، كبيرة محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، إن ارتفاعات الأسعار الحالية لن تستمر طويلا، وقد لا تتجاوز خمسة دولارات للبرميل لحين إصلاح المنشآت النفطية السعودية، لافتة إلى أن الجميع على قناعة بأن السوق مقبلة على حالة من وفرة الإمدادات في العام المقبل مع تباطؤ الطلب ما لم يتم إحراز تقدم في مفاوضات التجارة بين الولايات المتحدة والصين.
وأشارت كومندانتوفا إلى أن كثيرا من الدول المنتجة من خارج تحالف "أوبك+" تسارع في زيادة إمداداتها النفطية، وبالأخص البرازيل، التي يمكن أن ينمو إنتاجها – بحسب بعض الدراسات الدولية- بنسبة 70 في المائة لتصل إلى 4.4 مليون برميل في اليوم في عام 2035.
إلى ذلك، هبط سعر خام برنت في استمرار لخسائر تكبدها في الجلسة السابقة بعد أن أكدت السعودية أنها ستستعيد إنتاجها بحلول نهاية أيلول (سبتمبر).
وبحسب "رويترز"، تراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 75 سنتا أو 1.25 في المائة إلى 63.67 دولار للبرميل، بعدما هوت 6.5 في المائة في الجلسة السابقة.
وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.02 سنتا أو ما يعادل 1.76 في المائة إلى 58.06 دولار للبرميل بعدما خسرت 5.7 في المائة أول أمس. وأكد وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن إنتاج النفط سيبلغ 9.89 مليون برميل يوميا في المتوسط في أيلول (سبتمبر) وفي تشرين الأول (أكتوبر)، مضيفا أن أكبر بلد مصدر للخام في العالم سيعمل على ضمان تزويد العملاء بإمدادات نفطية كاملة خلال الشهر الحالي.
وأبلغت أرامكو عددا من المصافي الآسيوية أنها ستمدها بالكميات الكاملة لمخصصات تشرين الأول (أكتوبر) من النفط الخام، ولكن مع بعض التغييرات.
وقال "كومرتس بنك"، إن الاتجاه الصعودي لسعر النفط ليس مستداما، وخفض توقعاته للأسعار في عام 2020، مشيرا إلى تدهور العوامل الأساسية بما في ذلك تباطؤ نمو الطلب.
وخفض البنك توقعاته لسعر خام برنت في العام المقبل بواقع خمسة دولارات إلى 60 دولارا للبرميل، بينما أبقى على توقعاته لسعر الخام للعام الجاري دون تغيير عند 65 دولارا، كما خفض التوقعات لسعر خام غرب تكساس الوسيط إلى 57 دولارا من 62 دولارا، وتوقع البنك أن يبلغ متوسط سعر الخام الأمريكي هذا العام 58 دولارا.
وذكر محللو البنك في مذكرة أن الهجمات أظهرت على نحو مؤلم "المخاطر بالنسبة لإمدادات النفط" وزادت من إمكانية ارتفاع الأسعار على المدى القصير، مضيفين أن الأسعار ينبغي أن تنخفض من جديد في الأسابيع القادمة طالما لا يوجد "تصعيد في المجمل للوضع".
وتابع البنك أن"الخلاف التجاري الصيني- الأمريكي وما نجم عنه من مخاوف من حدوث ركود وتباطؤ نمو الطلب على النفط وصعود الدولار أكثر مما هو متوقع كلها عوامل من المرجح أن تضغط على أسعار النفط".
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط