أخبار اقتصادية- محلية

وزير المالية : السعودية لا تزال تدرس مواقع ثانوية لطرح أسهم "أرامكو"

وزير المالية : السعودية لا تزال تدرس مواقع ثانوية لطرح أسهم "أرامكو"

قال محمد الجدعان وزير المالية في مقابلة مع "بلومبيرج" إن السعودية لازالت تدرس مواقع ثانوية لطرح أسهم شركة أرامكو النفطية العملاقة بعد الموقع الأولي في الرياض. وقال الجدعان "لا نزال ندرس خيارات السوق الثانوية" للمرحلة العالمية من الطرح العام الأولي مضيفا أن الحكومة ملتزمة بالصفقة. وقال الجدعان خلال كلمته اليوم في افتتاح مؤتمر "يوروموني" 2019 في الرياض إن إعلان أرامكو استئناف الإنتاج بعد هجمات يوم السبت يثبت قدرتها على التعامل السريع مع أي أزمة. مضيفا أنه يهنئ أرامكو على إعلانها أمس عن استئناف الإنتاج مما يثبت قدرتها على التعامل السريع مع الأزمات.

وأوضح وزير المالية أن الهجوم علي منشأتي أرامكو ليس له أي تأثير إطلاقا على إيرادات المملكة النفطية. وأن الطرح العام لأرامكو يسير كما هو مخطط له وسيتم على الأرجح خلال الاثني عشر شهرا المقبلة.وأوضاف محمد الجدعان أن المملكة ستصدر صكوكا دولارية على الأرجح وفقا لظروف السوق. وإن المملكة ستطرق سوق الديون العالمية على الأرجح قبل نهاية العام. وبشأن ضريبة القيمة المضافة، قال الجدعان :"لا أتوقع زيادة الضريبة المضافة في 2020"، ولكنه أشار إلى أنه لا بد من التنسيق مع مجلس التعاون بخصوص ذلك. ولفت إلى أن المملكة ستدخل على الأرجح سوق الديون العالمية قبل نهاية العام، وأنها على الأرجح ستصدر صكوكا دولارية وفقا لظروف السوق.

وكان وزير المالية قد افتتح اليوم أعمال مؤتمر "يوروموني السعودية 2019" والمعرض المصاحب له الذي تنظمه مؤسسة يوروموني العالمية بالشراكة مع وزارة المالية، ويستمر على مدى يومين في فندق فور سيزونز بمدينة الرياض، بحضور عدد من أصحاب المعالي الوزراء ورؤساء قطاعات المنظومة المالية وعدد من المسؤولين والمختصين في القطاع المالي والاقتصادي على الصعيدين المحلي والدولي. وأكد خلال كلمة ألقاها في افتتاح المؤتمر أن انعقاد هذا المؤتمر يأتي بعد مرور 3 سنوات من التقدم الإيجابي الناتج عن الإصلاحات الشاملة التي تشهدها المملكة تحقيقا لمستهدفات (رؤية المملكة 2030) ويؤكد التزام الحكومة بتحقيق أهداف الرؤية التي ستؤدي إلى تحول اقتصادي شامل ونقلة كبيرة في هيكل وأداء اقتصاد المملكة، وفي مساهمة القطاع الخاص وتسارع توظيف التقنية في كثير من المجالات وارتفاع مستوى الخدمات المقدمة في القطاع المالي. موضحا أن السياسات المالية في المملكة تركز على تحقيق التوازن بين استدامة الاستقرار المالي وبين تعزيز النمو الاقتصادي ومساندة مرحلة التحول الاقتصادي والاجتماعي التي تمر بها المملكة وفقا لرؤية 2030.

وأبان الجدعان أن ميزانية 2019 وما قبلها في العام 2018م شملت العديد من المبادرات الجديدة الداعمة للنشاط الاقتصادي وتحفيز وتنمية القطاع الخاص، والمساندة الاجتماعية للمواطنين والتقدم في تنفيذ المشروعات الكبرى والمشروعات الاستثمارية الأخرى، بما يدعم الطلب الكلي في الاقتصاد بالإضافة إلى زيادة الإنفاق على الخدمات الأساسية مثل الإسكان والنقل والصحة والتعليم وبرامج الحماية الاجتماعية الأخرى. لافتا إلى أن الإنفاق الحكومي الداعم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية خلال العام الماضي قد ازداد حيث بلغ نمو إجمالي الإنفاق بشقيه التشغيلي والرأسمالي في 2018 نحو 16.1% كما بلغت نسبة الارتفاع خلال النصف الأول من 2019 نحو 6.3% وفي الوقت نفسه ارتفعت الإيرادات غير النفطية خلال 2018 بنحو 15.2% فيما استمر الارتفاع خلال النصف الأول من العام بنسبة 14.4% نتيجة تحسُّن النشاط الاقتصادي واستمرار تنفيذ الإصلاحات والمبادرات الرامية لتنمية الإيرادات وتنويع مصادرها.

وأشار وزير المالية إلى أن النتائج المالية خلال النصف الأول للعام المالي الحالي أوضحت أن عجز الميزانية بلغ نحو 5.7 مليارات ريال مقارنة بعجز بلغ 41.7 مليار ريال في الفترة المماثلة من العام السابق. مؤكدا أن الحكومة تواصل العمل على ضبط أداء المالية العامة بما يحافظ على الاستدامة المالية، والارتقاء بجودة إدارة المالية العامة خصوصا ما يرتبط برفع كفاءة الإنفاق ويشمل ذلك تطبيق نظام المنافسات والمشتريات الحكومية الجديد وتعزيز مبادئ الإفصاح المالي والشفافية، بالإضافة إلى الانضمام إلى معيار نشر البيانات الخاص بصندوق النقد الدولي.

وأكد الجدعان تحسن مؤشرات الأداء الاقتصادي ومشاركة القطاع الخاص وهو ما تشير إليه معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي التي بلغت في الربع الأول من 2019 نحو 1.7% مقارنة بنسبة 1.4% في الربع الأول من 2018 كما بلغت نسبة نمو القطاع غير النفطي الحقيقي 2.1% مدفوعا بنمو القطاع الخاص بنسبة 2.3% مقارنة بنسبة 1.7% في الربع المماثل من العام الماضي كما شهدت تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة ارتفاعاً بنسبة 23.8% في الربع الأول من العام الجاري مع زيادة الفرص الاستثمارية المتاحة أمام القطاع الخاص حيث بلغ إجمالي التسهيلات الائتمانية المقدمة للشركات الصغيرة والمتوسطة من قبل البنوك وشركات التمويل في النصف الأول من 2019 نحو 113 مليار ريال بزيادة قدرها 11.6% مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق بالإضافة إلى تحسن الأداء المصرفي ليبلغ إجمالي الموجودات والمطلوبات بالمصارف التجارية خلال الربع الثاني من 2019 نحو 2.4 ترليون ريال مسجلا بذللك ارتفاعا بنسبة 3% بما يعادل 69.1 مليار ريال مقابل ارتفاع نسبته 0.04% في الربع المماثل من العام السابق.

وأشار الجدعان إلى أن إدراج السوق السعودية بالمؤشرات الدولية الرئيسية (FTSE Russell و S&P Dow Jones و MSCI EM) أسهم في جلب تدفقات مالية أجنبية بما يصل إلى 76 مليار ريال وبالتالي توسيع قاعدة المستثمرين في السوق المالية وتحسين مستويات السيولة فيها، كما تم إصدار 18 رخصة جديدة للشركات المالية العالمية العاملة بالمملكة. منوها بما حققته المملكة من تقدم كبير في مؤشر حماية الأقلية إلى المرتبة السابعة عالميا وتصنيفات مؤسسة IMD للتنافسية العالمية خلال العام الحالي بتقدمها 13 مرتبة عن العام الماضي لتحتل المرتبة الـ26.

وأشار إلى ارتفاع الطلب على الاستثمار في إصدارات الدين المحلية والدولية بأكثر من ثلاثة أضعاف الإصدار خلال النصف الأول من العام حيث سجل أول إصدار باليورو أكثر من 4 أضعاف الاكتتاب المتوقع كما تم تخفيض القيمة الإسمية للصكوك الحكومية إلى ألف ريال بهدف تنويع شريحة المستثمرين وتعزيز التداول وادخار الأفراد وخلال العام الحالي تم إصدار صكوك حكومية يصل مداها إلى 30 عاما لأول مرة كما حصل مكتب إدارة الدين العام بوزارة المالية على عدة جوائز منها جائزة "أفضل مصدر لأدوات الدين في الأسواق الناشئة" وجائزة "أفضل مصدر لأدوات الدين السيادية في الشرق الأوسط للعام 2019" وتعكس هذه الجوائز التقدير الدولي للشفافية التي تدار بها المالية العامة للدولة، فيما تشير إلى تنامي الثقة الكبيرة التي يحظى بها الاقتصاد السعودي الذي يسير بشكل يتوافق مع المشاريع التنموية والاستراتيجية.

وأكد وزير المالية ازدياد الثقة بالجهود الكبيرة التي تقوم بها المنظومة المالية في المملكة بإجراء المزيد من الإصلاحات في السوق المالية وتنفيذ تشريعات وإجراءات مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في المؤسسات الحكومية والقطاعات ذات الصلة وهو ما توج مؤخرا بانضمام المملكة إلى مجموعة العمل المالي (فاتف) حيث أصبحت عضوا كاملا ضمن 37 دولة في العالم وهي أول دولة عربية تحقق هذه العضوية. وبين الجدعان أن تطوير القطاع المالي يتطلب سرعة مواكبة التطورات التكنولوجية التي تسير بسرعة مذهلة ففي مجال الربط الرقمي تحركت الدولة نحو الاستثمار بكثافة في البنية التقنية واستخدام الألياف البصرية وأحدث التقنيات بداية من تطوير التقنية المالية والتحرك نحو الحلول المالية الرقمية، ومنها إجراءات تمويل الرهن العقاري والبيئة التجريبية للتقنية المالية في مؤسسة النقد العربي السعودي وهيئة السوق المالية، وفي هذا الإطار حصلت 7 شركات متخصصة في التقنية المالية على الإذن بالعمل في قطاع المدفوعات الرقمية.

من جهته أكد رئيس مجلس هيئة السوق المالية محمد القويز أهمية التعديلات التي أقرها مجلس الوزراء مؤخرا بخصوص تعديل نظام السوق المالية السعودية وتستهدف حماية المستثمرين من خلال تطوير آليات تعويض المتضررين في السوق، وتعزيز استقلالية اللجان القضائية في السوق المالية وزيادة مجال الإبلاغ ومنح مكافآت للمبلغين وتعزيز العقوبات لردع المخالفين. وقال القويز "تهدف أيضا التعديلات إلى تطوير السوق المالية من خلال تعزيز المنظومة المالية بما في ذلك مركز الإيداع، إضافة إلى استحداث فئات جديدة كإنشاء مركز المقاصة لقيام سوق جديدة للمشتقات". مشيرا في الوقت ذاته إلى أن السوق المالية السعودية تشهد نقلة نوعية تمثلت في تعزيز إجراءات المقاضاة والتي كانت تستغرق مايقارب 24 شهرا ولكن وبفضل الإصلاحات الأخيرة باتت تلك الإجراءات لاتستغرق سوى 10 أشهر، والعمل لازال جاري لتقليصها إلى 6 أشهر بين القضاء الإبتدائي والاستئناف في حين تم إنجاز العديد من الإصلاحات أهمها أتمتة العمليات القضائية واستحداث فكرة الدعاوي الجماعية”.

وفي جانب آخر شهد المؤتمر سلسلة من المقابلات والمناقشات حول المستقبل الرقمي للخدمات المصرفية والمدفوعات والتوقعات الكلية للاقتصاد السعودي على المديين القصير والمتوسط كما تم استعراض واقع الاستثمار وإدارة الأصول بالمملكة ودور الذكاء الاصطناعي في ذلك مع العمل على بناء سوق ائتمان عميق بالمملكة كما ناقشت جلسة البنية التحتية للشراكة بين القطاعين العام والخاص وحلقة نقاشية حول الاقتصادين السعودي والعالمي التي من خلالها سيتم معرفة أبرز المستجدات حول رؤية المملكة 2030 وأسواق رأس المال وجلسة خاصة عن الشركات الصغيرة والمتوسطة من حيث آفاق هذه المشاريع بالمملكة وأسواق رأس المال والاستثمار الأجنبي في الأسهم السعودية، وعمليات الخصخصة والاكتتابات والفرص الاستثمارية الجديدة وموضوع العقارات وديناميكيات هذا السوق، إلى جانب قطاعي السياحة والترفيه.

مما يذكر أن الدورة الجديدة من مؤتمر يوروموني السعودية شهدت هذا العام إطلاق 3 مبادرات جديدة تهدف إلى خلق تجربة أكثر تفاعلية للمشاركين بما في ذلك مبادرة "خيمة التقنية" التي استضافت شركات FinTech محلية ودولية ومبادرة "مركز المعرفة" وهي عبارة عن جلسات تفاعلية تمحورت حول تقنية Blockchain وإدارة البيانات الضخمة، والتعلم الآلي، إضافة إلى مبادرة Finance Lab التي ارتكزت على محاكاة الأسواق العالمية كخطوة تسهم في تعزيز عمليات التفاعل مع الأسواق العالمية، كما شهد اليوم الأول من الفعاليات عقد جلستين تناولت إحداهما موضوع الأمن السيبراني، بينما تناولت الأخرى قطاع الترفيه في المملكة.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- محلية