Author

ليه يا عيال؟

|

في الأسبوع الماضي حين تم نشر مقالي "ليه يا بنات"، فوجئت بكمية الرسائل الغاضبة التي وصلتني من البنات عاتبوني على انحيازي للشباب حين وصفت النساء بأنهن ماديات ويفضلن الرجل "الشايب" المليونير على الشاب العاطل الذي يكافح باستماتة لبناء مستقبله. هذا الاستفتاء طرحته بكل شفافية في "تويتر" والنتائج كانت ظاهرة للعيان، ولم يكن لي أي تدخل في العبث فيها، لكن لو انتظرت البنات قليلا لعلمن بأني سأكتب المقال الذي يليه "للعيال" وذلك من باب العدل والإنصاف.

وأرجو أيضا أن لا يغضب مني العيال لأن ما سأكتبه هو من واقع المجتمع الذي نعيشه ونخضع لأعرافه، "بعض" الشباب المقبلين على الزواج حين يرغب في خطبة فتاة ما، فأول ما يتبادر إلى عقله هو شكلها الخارجي ورشاقتها، فإذا رآها في "الشوفة الشرعية" رشيقة و"كيوت" اطمأن قلبه، وتحمس للارتباط بها، أما إن وجد وزنها زائدا قليلا، فإنه يجفل من الأمر ويقول لأمه بكل صراحة "الله يستر عليها ما أبيها"، رغم أنها قد تكون فائقة الجمال وقمة في الرقي والعقل و"الذرابة"، لكن عذره أن وزنها زائد. هذه النظرة المجحفة من بعض الشباب أضاعت كثيرا من فرص الزواج من فتيات رائعات، في المقابل من النادر أن نسمع أن فتاة رفضت شابا رائعا وناجحا لأن وزنه زائد. طبعا جميعنا نتفق أن السمنة المفرطة هي داء العصر والمسببة لكثير من الأمراض، وليست هذه هي السمنة التي قصدتها، بل ما قصدته تلك التي لا تتجاوز فيه سمنة بعض الفتيات الوزن المثالي إلا "بعشرة كيلوات"، أو 15 كحد أقصى. هنا أجد أن الأمر مؤلم وجارح للمخطوبة، خصوصا حين يتم إغفال إيجابياتها وصفاتها الأخرى الجميلة من أجل هذا الأمر، ولنفترض أن الشاب اقترن بفتاة رشيقة جدا، أليست هذه الزوجة معرضة في المستقبل بسب الحمل والولادة والضغوطات الأخرى إلى زيادة الوزن؟ فهل سيقوم بإعادتها إلى أهلها؟!
نصاب بالدهشة حين يقترن رجل غربي وسيم رشيق بامرأة لا تملك ربع مواصفاته ويهيم عشقا بروحها وشخصيتها، ما يجعلنا نشك أنها "ساحرته"، بينما الحقيقة أنه رأى جمالها الداخلي وروحها الرشيقة وشخصيتها الجذابة وهذا هو الأساس الذي يحتاجه إلى حياة زوجية ناجحة!
عزيزي الشاب إذا كنت مهووسا بالرشاقة، فأقترح عليك أن تسأل عن وزن الفتاة قبل أن تطلب "الشوفة الشرعية"، حتى لا تجرح مشاعر أنثى بسبب كم كيلو زائد!

اخر مقالات الكاتب

إنشرها