FINANCIAL TIMES

في اليابان .. أجهزة ووكمان تزين قاعة أدوات الشهرة الفارقة

في اليابان .. أجهزة ووكمان تزين قاعة أدوات الشهرة الفارقة

ما الشيء المشترك بين لافتة مصنوعة من حديد خام تعود إلى القرن الـ19 وأول آلة بيع في العالم تعمل بالعملات المعدنية لتقدم ساكي -مشروب ياباني- وكلب آلي من شركة سوني تم إيقافه في ذلك الوقت ومن ثم إعادته، وأورجن كهربائي من طراز د -1 من شركة ياماها؟
الجواب، بالطبع، هو أنها جميعا الآن قد فرضت مكانها على قائمة القطع التاريخية الأساسية للعلم والتكنولوجيا في اليابان -قائمة الأدوات الأكثر شهرة الآخذة في التوسع في البلاد والجامعة على نحو غريب للآلات القديمة المعقدة التي تعد مهمة حقا.
دون قول ذلك بوضوح إلا أن هذه القائمة تمثل مفهوم الاضطراب - الإخلال - التمييز قبل أن يتبنى سيلكون فالي هذه الكلمة.
أفضل الأدوات اليابانية هي ما يجب أن يدرج في القائمة. كما أن الأماكن المرغوبة تتم مكافآتها، بمعدل يبلغ نحو 20 مرة سنويا من قبل خبراء في متحف طوكيو الوطني للطبيعة والعلوم.
هناك عدة فئات من التأهيل، يمكن لأي منها أن يضع قطعة تكنولوجية تغير مجرى عصر ما أو صناعة ما في موضع خلاف.
لإدراجها في القائمة، يجب أن تكون الأداة اليابانية -أو الدواء أو التقدم الصناعي- قد لعبت دورا بارزا في تحسين أسلوب حياة الناس أو استحداث طرق جديدة للمعيشة؛ ويجب أن تمثل لحظة محورية في التطورين العلمي أو التكنولوجي؛ ويجب أن تمثل لحظة مهمة في العلاقة بين المجتمع والتكنولوجيا ويجب أن تُظهر "تطورا يابانيا علميا أو تقنيا فريدا من منظور دولي"، أي إنها تفوقت على الأمريكيين أو البريطانيين أو الألمان على رأس جسر مطلوب لتقدم ما بعد الحرب.
المراكز الـ285 التي تمت مكافأتها منذ افتتاح قاعة الشهرة عام 2008 تحتلها مجموعة رائعة من الاختراعات التي يرجع تاريخها إلى بداية عصر الحداثة العظيم في اليابان -عصر الميجي أو الميكادو.
الأجهزة المشاركة هذا العام لا تشمل عمود تقطير طين الإيثانول الجديد الذي أحدث ثورة في الزراعة اليابانية عام 1938 فحسب بل أيضا ساعة كاسيو من طراز G-Shock -تم إدراج حاسبة كاسيو للجيب منذ بضعة أعوام.
وهي مؤهلة للحصول على مكان في كتب التاريخ من أجل خاصية "مقاومة الصدمة المذهلة".
بعض الاختراعات، مثل مصنع طحن الأسمنت الذي يعود إلى عام 1882 غيرت حقبة كانت فيها "التكنولوجيا" تقاس بالأطنان وتتضمن محاور حديدية بحجم شجرة.
وهناك أخرى مثل معالج تضمين نبضي مرمز بشكل أساسي جعل الفيديو المنزلي ممكنا، وكانت الأصول غير المرئية للعصر الرقمي.
هناك كثير من الأجهزة التي تمتع الجماهير بصورة واضحة مثل: روبوت "موتومان" الصناعي.
كان جهاز "ووكمان" من "سوني" القطعة التي تم إدراجها في القائمة في المرتبة الـ109، ومن الواضح تماما أنه منافس مؤهل أسهم "في تغيير الطريقة التي نعيش بها": ما الأداة الأخرى التي يمكن في النهاية أن تدعي أنها مصدر إلهام لأغنية Wired for Sound لكليف ريتشارد؟
القائمة مدهشة على الدوام وتستحق اطلاعا على نحو مستمر من السهل جدا الاستمتاع بها لما هي عليه.
يمكنك أيضا قراءتها بصفتها تاريخا محددا بدقة لنحو 150 عاما من التكنولوجيا اليابانية، وتذكيرا آخر بكيفية تقدير اليابان للأجهزة أكثر من تقديرها للبرمجيات.
هناك كثير من الأجهزة الأولى من نوعها في العالم، بما في ذلك أول مكيف هواء عاكس للاستخدام المنزلي، وأول هوائي ذي تردد عال، وأول هاتف إذاعي، وأول هاتف محمول بكاميرا مدمجة.
يفصل كل منها عدة عقود من الزمان، وكل منها يحمل مزاعم جادة بأنه قد غير الطريقة التي نعيش بها، أو على الأقل ألهم شخصا ما ليسأل "ماذا يا ترى كنا نفعل قبل ذلك؟"
من الممكن الجدال في شأن بعض الأجهزة المدرجة. جهاز تأليف الموسيقى TR-808 Rhythm من عام 1980 أصبح مدرجا بسبب "توفيره حرية برمجة نمط إيقاع لأغنية بأكملها وكان له تأثير كبير في المشهد الموسيقي".
هناك أدوات أخرى مدرجة في قائمة الشهرة، مثل المفاصل المقولبة لكابلات قدرتها 500 كيلو فولت تتطلب بعض المعرفة الفنية إلى حد ما لفهم كيف غيرت العالم.
تثير القائمة أيضا ربما من غير قصد سؤالا مرواغا: هل من الممكن على الإطلاق قياس ومقارنة تأثير تكنولوجيتين مختلفتين تماما؟
في شكلها الحالي، ليست مجهزة تماما لإجراء ذلك: يبدو أنها تم تجميعها باستخدام معايير علمية لكنها تظل في الواقع، لوحة تعكس تصورا شخصيا وانطباعيا للتقدم.
مع ذلك، هي تفتح الباب أمام الاحتمال الواضح بأن تصبح أقل بمرور الوقت، في حين تصبح معايير الإدراج أعلى، ويضطر أولئك الذين يختارون القطع الجديدة المدرجة إلى تطبيق معايير أكثر صرامة.
في وقت ما ستوفر هذه القائمة وسيلة لتقدير التأثير البشري للتكنولوجيا على أن ذلك ليس الآن.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES