Author

ترجمات غريبة

|


أكاد أجزم أن تعداد من يتحدثون الإنجليزية في المملكة يتجاوز أي دولة أخرى في العالم العربي، بل إن معظمهم درسوا اللغة في دول لغتها الأولى الإنجليزية. مع ذلك ما زلنا نشاهد بعضا من أسوأ الترجمات للمصطلحات والكلمات والمسميات الإنجليزية.
ذكر المثقف المسلم " يوسف إستس " واحدة من تلك الترجمات الغريبة التي عرفت الحجار الملتقطة من قبل الحجاج لغرض رمي الجمرات بـ Anthrax وهي تعني مفهوما مخالفا تماما للمقصود من هذه الكلمة. ارتبطت كلمة Anthrax بالرسائل التي كانت تحمل فيروس الجمرة الخبيثة في الولايات المتحدة، ذلكم الفيروس الذي كان ينتقل في تلك الفترة , أثر في ترجمة "جوجل" لكلمة الجمرات التي يرميها الحجاج، وهما أمران مختلفان جدا. هذا البرنامج يعتمد عليه أغلب من يترجمون.
ليس هناك ما يمنع أن نستفيد من برامج الترجمة، لكن الأهم من ذلك ضمان الفهم للفروق الثقافية والعلاقات بين المكونات لنضمن أن تكون الترجمة مؤدية للغرض، والأهم غير مثيرة لإشكالات لا داعي لها على غرار هذه، وغيرها من الترجمات الغريبة.
ثم إنني متأكد أن إدارات المستشفيات ومن يعملون فيها هم من أكثر من يعتمدون على اللغة الإنجليزية في أعمالهم وفي علمهم " قبل ذلك "، وبحكم حساسية أعمالهم والأثر الممكن أن تؤديه ترجمات مثل هذه لمن يتعاملون مع المستشفيات, كالقادمين الذين يشاهدون ترجمة مبنى إدارة الطوارئ على أنه Crisis Management ، حيث تختلط المفاهيم ويقع القارئ في حال من الاستغراب لعدم الدقة في اختيار العبارات.
في أحد المستشفيات اختار المترجم هداه الله كلمات لا تعبر عن الواقع بل تدفع بالمريض إلى اليأس من حالته، فعل ذلك بلغته الأم حيث ترجم الجلطة بالسكتة، فأسمى قسم الجلطات قسم السكتات ليجعل كل من يشاهد اللوحة يترحم على من بداخل القسم، وهم لا يزالون أحياء يتنفسون ويأملون الخير في المستشفى.
إذا القضية لا تتعلق بسوء الربط بين اللغتين وإنما بعدم مراعاة نتيجة الربط الخاطئ.
لهذا كنت ممن يرون أن عملية الترجمة ليست بالسهولة التي تجعلنا نسلم من نشاء الأوراق ونرسله إلى الخطاط ليعبر بطريقته عن معاني الكلمات التي نريد إرسالها إلى الآخرين.

إنشرها