Author

المسؤوليات الأسرية

|

تتسم حياتنا الأسرية بكثير من الاختلافات عن حال مثيلتها في الحضارات والثقافات الأخرى. الواقع أن حالنا اليوم مختلف جدا عما كنا - نحن - عليه في الماضي. تتوافر للأسرة السعودية اليوم فرص كثيرة للنجاح بتقليل الالتزامات والمسؤوليات، رغم أن هذا قد يؤدي في حالات إلى فقدان الاهتمام الناتج عن خفض ما يلتزم بأدائه كل فرد من واجبات منزلية.
انخفاض الالتزامات والمسؤوليات ناتج عن وجود الخدم الذين يتولون كثيرا من التزامات أفراد الأسرة صغارا وكبارا، لكن هذا لا يعني - بأي حال من الأحوال - أن نتوقف عن إلزام أعضاء الأسرة بمهام أساسية يفرضها المستقبل والتغيرات المتوقعة في نمط الحياة.
نقف هنا عند مهمة أساس تأتي مع التغيير المتوقع في البيئة السعودية، حيث تصغر المساكن ويتجه الناس نحو خفض حجم الأسرة، ما يعني الخروج من أزمة استقدام الخدم التي تفرضها أحجام المساكن وأعداد الأسر الحالية. يستدعي الوضع الجديد كثيرا من التنازلات والتفاهم بين أعضاء البيت الواحد وهنا يبدأ التغيير المهم.
يمكن الحكم على العلاقة بين الأسرة ومن يعمل في المنازل سواء العاملات المنزليات أو السائقين بتجرد أكبر بعد خروجهم من البلاد. هذا الاختبار تنجح فيه أسر محدودة، ومنها تلك التي تسافر إلى لقاء العاملين بعد انتهاء عملهم في المملكة. أزعم أن مثل هذه العلاقة الإيجابية تسهم في تحسين سمعة البلاد وأهلها , هو ما نحتاج إليه بحكم تطور العلاقة إلى مراعاة إنسانية أكثر تفهما لحال المحتاجين الذين تدفعهم الحاجة إلى مغادرة بلادهم والعمل بعيدا عن أسرهم.
أعد الأمثلة الناصعة التي تمر بنا كل يوم، إحدى وسائل دعم الوطن وعلاقاته مع الدول الأخرى، كما أنها تسهم في تحسين ما قد يطال سمعة السعودي في الخارج من إساءات بسبب تعدد العلاقات وسوء التمثيل الذي يمارسه البعض تجنيا على البلاد وأهلها.
الأمر الأهم الذي أنبه إليه في ختام حديثي هو ضرورة البدء بتغيير نمط حياة الأسرة بتبني مفاهيم مختلفة تعيد الجميع إلى حالة المسؤولية الجماعية التي كانت موجودة في العقود السابقة وعلى مدار تاريخ الجزيرة. العودة لتوزيع المهام والإلزام بالمسؤوليات ومطالبة كل فرد في المنزل بمهمته المتوقعة تسهم في تنشيط الأبناء وحماية الصحة وتوفير البيئة الأسرية المنتجة.

إنشرها