شاهد أغلبنا المقطع الذي يصور تعامل مجموعة من الشباب بشكل غير لائق مع بائعة كانت تجلس على أحد الأرصفة. المشهد غريب وليس مما يمكن عده سلوكا منتشرا، لكنه يؤكد أن هناك حاجة إلى تنمية التعامل الحضاري بين الناس ومنع ظهور مثل هذه الحالة أو انتشارها مهما كان الموقع أو المستهدف.
عندما نتحدث عن التعامل الحضاري، نلتزم بالتطبيق على كل فئات الناس، وننهي ما يمكن عده تسامحا وتساهلا مع فئات معينة على حساب فئات. مهما كانت حالة البائعة. هي تمارس البيع وليس لأحد أن يمنعها من ذلك سوى جهة مختصة تتعامل برقي مع الموضوع وتطبق تعليمات واضحة يعرفها الجميع. إن أخذ الأمور بطريقة "عنجهية" غير مقبول في مجتمع يحترم النظام ويسود بين أفراده العلم والأدب.
يؤدي إغلاق مثل الباب إلى إيجاد المثال الذي يهابه كل من يحاول أن يمارس مثل هذا العمل. ظهور هؤلاء بهذا الشكل مرتبط في ذهني بحالات مماثلة قد يتذكرها البعض في مدن مختلفة. السبب في عودة مثل هذا السلوك هو عدم اطلاع هؤلاء على العقوبات التي طالت سابقيهم، وهذا أمر يجب أن يكون معلوما للجميع.
المكون الآخر في العملية هو صرامة العقاب. عندما يكون العقاب في مستوى مناسب، سيكون له أثر مهم - كذلك. لهذا أطالب الصحف بنوعيها بمتابعة الموضوع وعرض ما يصل إليه القضاء من حكم على هؤلاء بحيث يعلم الجميع أنه لا تهاون في حقوق الناس ولا قبول لممارسات لا تتوافق مع شرعنا وأخلاقنا وعاداتنا. حجم العقوبة مسؤولية القضاء المختص، وهو أمر أتوقع أن يهتم به القاضي الذي سيصدر العقوبة لما لهذه القضية من صدى في المجتمع، ولما ظهر فيها من إساءات طالت البائعة والقيم المجتمعية التي لا يمكن أن تقبل بسلوك كهذا.
على أنه من المهم أن تكون مثل هذه التجاوزات محل بحث ونقد وتوعية لدى الجهات التعليمية والمكونات الثقافية، بحيث نعيد الناس لفهم ما تنتهكه مثل هذه السلوكيات من قيم ومبادئ ومفاهيم أخلاقية ودينية ومجتمعية. هذا يمكن أن يكون جزءا من برامج التوعية المدرسية - كذلك - كون كثير من هذه السلوكيات يظهر من أشخاص لا تزال أعمارهم قريبة من سنين التعليم.