Author

الهلال الأحمر

|

واجهت إشكالية في أحد المستوصفات عندما اضطررنا لنقل أخي المصاب إلى المستشفى العام، سألت عن الإسعاف فبدأ الجميع يتهربون من الإجابة، بل إن أحد الأطباء قال، ستصل لمرادك ماشيا قبل أن يصل إسعافنا.

هذه الإشكالية التي لا بد أن تكون ضمن نقاش المسؤولين عن الصحة في البلاد غير موجودة في كثير من دول العالم المتقدم. عندما يكون لدى المنشأة الصحية مثل هذا التجهيزات أو "تدعي" وجودها، هي مطالبة بالانضباط مع مستويات محددة من التعامل والكفاءة والخدمة. هذا يعني أن تكون هناك رقابة على هذه الخدمة وغيرها مما يصرح للمنشأة الطبية بتقديمه.
يعجبني تعامل هيئة الطيران المدني مع الجهات التي تراقب عملها، وهي - في هذا الأمر - مطالبة بتقديم عملها لبقية الهيئات الرقابية. هذه الهيئة تطبق – في واقع الأمر - تعليمات وأوامر واستراتيجيات عالمية لازمة لكل الهيئات التي تعمل في المجال؛ بسبب خطورة ما يتعاملون معه وهو كفاءة وسلامة الطيران ومحاولة توحيد هذه العناصر بين دول العالم. السؤال المهم، أليست صحة الإنسان أهم وأولى بالرقابة والتمحيص والتدقيق والتطبيق الصارم ؟ الإجابة ستكون بلى دون شك.
إن قيام المنشآت العامة والخاصة في المجال الصحي بتقديم خدمات مهما كان نوعها للمريض يلزمها - بالضرورة - بمعايير معينة. هذه المعايير مسؤولية وزارة الصحة والالتزام بتحقيق أعلى مستوياتها مرتبط بوجود الجهاز الرقابي الكفء الذي يعمل بناء على معايير محددة وواقعية ومعلنة. إن مجرد وجود سائق وعربة من نوع "الفان" لا يعني أن هناك خدمة تقدم في الواقع , وهذا من التجاوزات التي لا يمكن السكوت عنها. فتوفير عربة الإسعاف يعني التجهيز الكامل بكل المعدات الطبية التي تحافظ على حياة المريض لحين وصوله للمستشفى، والأهم وجود كادر متمكن قادر على التعامل مع كل الحالات الطبية التي ينقلها الإسعاف.
أكاد أجزم أنه لا يوجد هذا إلا في قلة قليلة من مستوصفاتنا ومراكزنا الصحية. استدعى هذا إيجاد هيئة مثل الهلال الأحمر السعودي الذي يقوم بدور رائد ومهم في المجال ويتعامل باحترافية كاملة مع الحالات التي يستدعى للتعامل معها. هذا يدعو إلى اقتراح وضع عمليات الترخيص والرقابة للعربات التي تمارس المهمة لدى الجهات الأخرى والكوادر التي تعمل عليها ضمن مهام هيئة الهلال الأحمر، والمطالبة بنشر خدمات هذه الهيئة بشكل يطمئن الناس ويسهل حياتهم.

إنشرها