Author

تخصيب اليورانيوم والإجرام الإيراني

|

لم يخف النظام الإرهابي في إيران عزمه على زيادة مخزونه من اليورانيوم المخصب. ورغم ذلك لا تزال الدول الأوروبية تسعى إلى الحفاظ على الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة بوصول الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. ويعتمد نظام علي خامنئي في الواقع على الموقف الأوروبي المتساهل إلى حد بعيد معه. فالدول الأوروبية المعنية بالاتفاق النووي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) لا تقف بقوة إلى جانب هذا النظام فحسب، بل تحاول إيجاد أدوات للالتفاف حول العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، بما في ذلك الآلية المالية. ومع ذلك لا يوفر النظام الإيراني فرصة إلا وهاجم فيها الأوروبيين مستخدما توصيفات غير لائقة على الساحة السياسية. ناهيك عن إطلاق التهديدات تجاههم. 
النظام الإيراني زاد من مخزونه من اليورانيوم المخصب بصورة تخطت كثيرا حد الاتفاق النووي. وهذه النقطة تشكل قلقا بالغا على الساحة الدولية. لماذا؟ لأن هذا النظام الذي يتحجج بأنه يسعى لبناء المفاعلات النووية من أجل توليد الطاقة السلمية، لديه استراتيجية خفية لكنها مكشوفة، تعتمد على ضرورة تملكها السلاح النووي لمواصلة توجيه التهديدات للمنطقة والعالم بأسره. وتاريخ هذا النظام معروف بالخراب والعدوانية، والسعي بكل ما يملك لنشر طائفية بغيضة. ومن هنا، يجب النظر إلى ارتفاع المخزون من اليورانيوم المخصب بقلق بالغ، وينبغي للأوروبيين الذين يظهرون كأنهم شركاء لنظام علي خامنئي، أن يعيدوا النظر في مقاربتهم للأزمة مع هذا النظام. ولا يبدو أنهم سيتقدمون قريبا في هذا المجال، ولا سيما في ظل "التسويق" الفرنسي العلني (المدعوم أوروبيا) للنظام المشار إليه.
ارتفاع مخزون اليورانيوم أتى هذه المرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. أي إنها ليست من جهة في حالة عداء مع إيران. وهذه الوكالة تشرف في الواقع (طبقا للاتفاق) على المجريات النووية الإيرانية، وكانت طرفا رئيسا في المفاوضات النووية التي جرت في عهد باراك أوباما. والمخيف هنا، أن إيران تواصل التخصيب بنشاط كبير، وتتجاوز الحد المسموح به. فقد تخطت قبل أسابيع الحد المتعلق بمخزون اليورانيوم المخصب البالغ أكثر من 202 كيلوجرام، وكذلك الحد المتعلق بنقاء المادة الانشطارية البالغ 3.67 في المائة. وهذا يعطي مؤشرات خطيرة من وجهة نظر المختصين المحايدين، ويتطلب العمل الفوري للإبقاء على المستويات القانونية لليورانيوم ضمن الحدود المسموح بها.
كل هذا يصب في توجه إيران نحو امتلاك ما تستطيع من المواد النووية الضرورية لامتلاك السلاح النووي. هذا هو الأمر بكل وضوح. فطهران تختصر الوقت المسموح لها به للوصول إلى مستويات اليورانيوم ما يعني أنها قادرة في وقت لاحق في ظل التساهل الأوروبي تحديدا على تحقيق كثير من القفزات في هذا المجال. بالطبع العالم يراقب هذا النظام الإرهابي الذي يعيش في الواقع بالأدوات السياسية التي يوفرها له الاتحاد الأوروبي بحجة أن الاتفاق النووي الموقع معه هو الأفضل على الإطلاق، ولا يمكن التوصل لشيء آخر بالمستوى نفسه من الجودة. لكن الأمر على الواقع يقول عكس ذلك، خصوصا أن هذا الاتفاق يسمح لإيران بالحصول على قدرات نووية هالة في مرحلة لاحقة. وهذه النقطة تريد الولايات المتحدة أن تكون واضحة، أي ألا يسمح لنظام الإرهاب والخراب أن يمتلك أي قوة نووية مطلقا، لأن تاريخه الإجرامي يتحدث عن نفسه.

إنشرها