Author

صوت المستفيد

|

يحتاج كثير من جهات الخدمات إلى تكوين علاقة إيجابية مع المستفيدين، وهذا أمر يفيد الطرفين ويحقق المصالح العليا للبلاد، وهو ما يجب أن نحرص عليه سواء كنا مسؤولين أو مستفيدين من الخدمات. إن التفاعل المهم الذي نحتاج إليه من المستفيد يصب في النهاية في مصلحة الوطن، ويضمن إيجاد حلول لكل المشكلات المعلقة أو المستقبلية التي تواجه القطاعات. بل إن كثيرا من الجهات التي تكون علاقتها جيدة مع المستفيدين تلجأ إليهم في حالات كثيرة لتقديم الاقتراحات على الخدمات والمنتجات التي تنوي الدخول فيها.

هذا النظام "المستهدف" هو ما يخافه كثير ممن لم يبدأوا عملية التواصل هذه، وهو خوف غير مبرر لأن المهم - في الأصل - تعريف الطرفين ببعضهما، حيث تكون كل المزايا والعيوب الموجودة في كل طرف معلومة للآخر. تلكم هي المرحلة الأهم التي تنهي عمليات الادعاء وتضخيم الذات التي تمارسها بعض الجهات؛ لتنكشف في النهاية أمام الواقع المرير بعد أن يكون "فات الفوت". لهذا أقول مطمئنا لكل من يفكر في دخول هذه التجربة "الفريدة" إن الخوف السابق سيتحول إلى حال من الثقة مع الوقت ومع تحسين العلاقة مع المستفيدين.
الابتعاد عن "المطبلين" ومن يحاولون أن يبعدوا المسؤول عن المستفيد مهم جدا، ولهذا يطالب الجميع بسياسة الباب المفتوح، حيث يتعرف الجميع على ما لدى المنشأة والمسؤول من أفكار وتوجهات، ويتعرف المسؤول على الاحتياج الحقيقي ومواقعه والمشكلات التي يجب أن تعطى الأولية بعيدا عن أصحاب المصالح.
قلت - ولا زلت أقول - إن أكبر ما يواجه عمليات الأداء والخدمة والقيادة هو تداخل المصالح. حين نسمح لهذه الجزئية بالسيطرة على قراراتنا، تصبح هذه القرارات بعيدة عن الواقع ومعالجة لأخطاء وصعوبات غير موجودة لدى المستفيد الحقيقي، وإنما تمثل رغبات آخرين قد يكون منهم من يريد الإساءة للمسؤول أو التخلص منه.
عندما نحيد كل العناصر السلبية، نبدأ في التعامل مع الواقع ونحل المشكلات الحقيقية، ونحقق الطموحات العامة التي تتفق - بعمومها - مع الدور المطلوب من أي كيان سواء كان عاما أو خاصا كجزء من المنظومة الأكبر التي تنتهي إلى منظومة الوطن ومصلحته وحماية أبنائه كمخرج نهائي إيجابي مطلوب.

إنشرها