Author

الوداع الجميل

|


شاهدت مجموعة من المقاطع التي تصور وداع الحجاج في عدد من الدول الإسلامية، وهم يتجهون نحو مكة المكرمة والمدينة المنورة في أعظم رحلة في حياتهم. هذه الرحلة التي تعبر بكل نصاعة عن عمق العلاقة بين المسلم ودينه وشعائر الإسلام الكبرى. أولئك الذين يقطعون البحار والأجواء في طريقهم للحج هم الرمز الأهم لعظمة هذا الدين ورسوخ مبادئه، كما يؤكدون انتشار الإسلام في كل بقاع الأرض وهو ما وعد به رب العباد ونطق به محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم.
لقد بلغ هذا الدين مشارق الأرض ومغاربها، وهو ينتشر اليوم بشكل أسرع من أي وقت مضى يخدمه في ذلك التواصل العالمي، وتصحيح المفاهيم التي يعيشها كثير من المجتمعات عن هذا الدين وسماحته وحثه على الخير والمحبة والسلام.
نلاحظ اليوم أن أكثر ما يؤثر في كثير من زوار الدول الإسلامية هو الأذان، حيث أصبح أغلب من يعتادون السفر إلى الدول الإسلامية يحفظون هذا النداء العظيم بل ويتفننون في أدائه برغم لغاتهم المختلفة.
هذا الأثر الرائع الذي نحتاج إلى أن نبني عليه ونحن ندعو إلى دين الله بالحسنى وبأفعالنا المنضبطة وسلوكنا البسيط الناشر للمحبة، هو ما نشر الإسلام في بداياته. المسلمون الذين نشروا الدين في أغلب دول العالم آنذاك نشروه بالمحبة والصدق والأمانة وحسن الخلق التي جعلت الدين مبتغى لكل من يرى سلوك هؤلاء والسكينة التي يحيطهم بها المولى جلت قدرته.
لهذا كنت ممن يطالبون دوما بالسلوك القويم من المسلم في الدول التي لا تدين بهذا الدين لأن في ذلك حفظا لاسم هذا الدين وتطهيرا لمن ينتسبون إليه من السلوكيات الخاطئة التي يمارسها من يتسمون بالدين دون أن يكونوا حريصين على الالتزام بما هم مطالبون به. أهم حديث نبوي في هذا الإطار هو جواب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - حين سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق.
هذان الخلقان اللذان لا يشك أحد أنهما المؤثران الأهم في نشر الدين في هذا الزمان، واللذان نطالب بهما كل من يتعاملون مع ضيوف الرحمن، هما ما يجعلنا نرى الابتسامة لا تغادر وجوه القادمين لبيت الله، الذين نسأل الله لهم القبول والعودة السالمة الغانمة لديارهم وأهليهم.

إنشرها