أخبار اقتصادية- عالمية

فوضى السوق تطيح بوزير الخزانة الأرجنتيني وسط أزمة اقتصادية حادة

 فوضى السوق تطيح بوزير الخزانة الأرجنتيني وسط أزمة اقتصادية حادة

استقال نيكولاس دوخوفني وزير الخزانة الأرجنتيني من منصبه أمس، مبررا ذلك بأنه يرى أن الحكومة بحاجة إلى "تجديد كبير" في فريقها الاقتصادي، في ظل أزمة اقتصادية حادة وفوضى في السوق أدتا إلى هبوط كبير في قيمة البيزو الأسبوع الماضي.
ونقلت "رويترز"، عن دوخوفني في رسالة إلى الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري أنه أعطى كل طاقته لعمله وأسهم في خفض العجز الكبير والحد من الإنفاق العام.. "ارتكبنا أخطاء أيضا، بلا شك، ولم نتردد قط في الاعتراف بذلك، وبذلنا كل الجهود الممكنة لتصحيحها".
وعين ماكري، هيرنان لاكونزا، وزير الاقتصاد الحالي لإقليم بوينس آيرس، خلفا لدوخوفني، بعدما شهد البيزو الأرجنتيني هبوطا حادا خلال معظم الأسبوع الماضي، بعدما تمخضت الانتخابات التمهيدية عن نتيجة صادمة يوم الأحد الماضي، حيث أنزل مرشح يسار الوسط ألبرتو فرنانديز الهزيمة بماكري المنتمي ليمين الوسط، فيما عدّ على نطاق واسع استفتاء على مساعي الحكومة للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي وإجراءات التقشف المشروطة لتقديم القرض.
تأتي استقالة الوزير دوخوفني، الذي تولى هذا المنصب في عام 2017 وقاد مفاوضات الإنقاذ مع صندوق النقد العام الماضي، بعد ثلاثة أيام من إعلان ماكري حزمة من الإعفاءات الضريبية وغيرها من الإجراءات لتخفيف العبء الاقتصادي على العمال والشركات، بعدما مني بهزيمة مفاجئة في الانتخابات التمهيدية يوم الأحد قبل الماضي.
وفي ضربة جديدة لماكري، خفضت وكالتا فيتش، وستاندرد آند بورز، تصنيفهما للدين السيادي الأرجنتيني، ما أثار شبح تخلف الأرجنتين عن سداد ديونها مع اقتراب انتخابات تشرين الأول (أكتوبر)، وشغل لاكونزا من قبل منصب المدير العام للبنك المركزي الأرجنتيني.
وأشارت "فيتش" في بيان إلى "شروط التمويل التي تراجعت بحدة والتدهور المتوقع في بيئة الاقتصاد الكلي الذي يزيد من احتمال التخلف في تسديد الدين السيادي أو إعادة هيكلة هذا الدين بشكل أو بآخر".
أما "ستاندارد آند بورز" فقد رأت من جهتها أن "الاضطراب المعلن في سوق المال" وانخفاض قيمة البيزو الأرجنتيني اللذين تليا اقتراع الأخير "أضعفا بشكل كبير الصورة المالية الهشة أصلا" للدين السيادي لهذا البلد الواقع في أمريكا الجنوبية.
وهدأت العاصفة المالية قليلا، لكن "فيتش" ترى أن "الخطر في تمويل الدين العام واحتمال التخلف عن التسديد ارتفعا".
ورغم المساعدة المالية الكبيرة التي قدمها صندوق النقد الدولي وقروض أخرى هذه السنة، تعتقد وكالة التصنيف الائتماني أن الحكومة يمكن أن تواجه مشكلات لإعادة تمويل الدين بالسندات القصيرة الأمد التي تبلغ قيمتها 24 مليار دولار.
وسُعِّرَ نصف هذه السندات بالعملة الأمريكية، بينما يفترض أن تُسدَّد ثلاثة أرباعها في نهاية العام الجاري، وتخلت الحكومة الأرجنتينية عن جمع أموال قصيرة الأجل بسبب التقلبات التي تشهدها البلاد، وعَدَّت "فيتش" في ذلك "نذير شؤم".
وباع البنك المركزي الأرجنتيني ما إجماليه 250 مليون دولار من احتياطياته منذ الإثنين الماضي في مسعى إلى المساعدة على استقرار العملة المحلية، لكنه لم ينجح.
 

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية