Author

مصنع وقرض صناعي

|

أتوقع أن تحقق المبادرة المهمة التي تبناها صندوق التنمية الصناعية بالتعاون مع "مدن"، وهي المسؤولة عن إدارة وصيانة وتشغيل المدن الصناعية في المملكة، قفزة نوعية كبيرة في المجال الصناعي. واضح أن هناك إشكالية في الاستثمار الصناعي بشكل عام، وأكثر وضوحا الحاجة إلى بناء منظومة تحفيزية متكاملة تبدأ في مجالات الإشارة إلى المستثمرين نحو المجالات والوسائل والأحجام المناسبة التي يمكن أن تبنى عن طريقها التنمية الصناعية بشكل متكامل ومتواز.
لعل البداية التي تمثلها مجوعة الخبرات الصناعية في المملكة سواء في الحكومة أو الشركات الحكومية أو القطاع الخاص، تكون مسؤولة عن تأسيس " مسبار " للاستثمار الصناعي ومجالاته وما يمكن أن يحقق من فوائد للمستثمر والاقتصاد بشكل عام. هنا نتوقف عند أهمية مفهوم التعرف على الاقتصاد وبناء مصفوفة واقعية توفر كل ما يحتاجه المستثمر والممول من معلومات تؤدي في النهاية إلى تحقيق الغرض من الدعم العام الذي تقدمه الدولة في المجال.
إن تكوين بنية بشرية ومادية في مجال الصناعة هو الحلقة الأهم في منظومة استقلالية الاقتصاد، وهذه العملية مضنية ومتطلبة، لكن من يفوز بها يحقق الاستقلالية الاقتصادية والسيادة على المواد الأساس والسوق المستهلكة التي تتوق للأفضل بغض النظر من أين أتى.
التجارب العالمية في المجال تجعلنا نؤمن أن دعم الصناعة وضمان بقائها هو الهدف الأسمى لكل الاستراتيجيات والخطط والعمليات التي تتبناها مختلف الجهات العاملة في الدولة. لعل المسبار الذي اقترحته هنا يعين كثيرا من المستثمرين والشركات الوطنية والعالمية في التعرف على الفرص وربطها بالممكن ومتطلبات السوق في البلاد وخارجها.
المهم هنا أن تشجع المبادرة وأن تكون ناضجة لدرجة تقدم من خلالها مخرجات نوعية تخدم تقدم التنمية الصناعية وتبتعد بنا عن النمطية التي أبقت المنشآت الصناعية الفردية في محلها دون تحقيق نجاحات كبيرة يمكن أن تجتمع مع غيرها في تكوين الشخصية الصناعية السعودية التي نتمنى أن نشاهدها، وهو أمر ليس باليسير عندما نشاهد ما تبذله دول العالم في سبيل اختراق الأسواق الجديدة وتحقيق الاكتفاء في مجالات كانت مفتوحة على مصارعها لكل المنافسين في العالم. أرجو للصندوق ومدن التوفيق وأن نشاهد مخرجات تستحق ما يقدم لها من الدعم والقروض.

إنشرها