default Author

ضجيج الكون

|

ينطوي الكون على ظواهر وغرائب استطاع البشر تفسير بعضها علميا لكنهم عجزوا عن تفسير كثير منها، من هذه الظواهر الأصوات مجهولة المصدر التي يسمعها الناس في أماكن متفرقة على الأرض وأحيانا من الفضاء الخارجي، فقد تتكرر وقد تختفي إلى الأبد إلا أن البعض استطاع تسجيل تلك الأصوات.
حيث سجلت كيمبيرلي ووكي صوتا يشبه صوت البوق أو أنين الحيوانات تكرر على مسامعها وبعض سكان قريتها دون معرفة مصدره، هل هو باطن الأرض أم الفضاء الخارجي؟
فهل هذه الهمهمات حديث الكون وتواصله أم تسبيحه، أم مزيج بينهما؟ يقول الحق سبحانه وتعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاتَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا).
على الرغم من أن الفضاء الخارجي هو فراغ افتراضي "ليس فراغا تاما" يوجد فيه الصوت على شكل اهتزازات كهرومغناطيسية إلا أن العلماء تمكنوا من التقاطها وتحويلها إلى مدى سماع الإنسان الذي يراوح بين 20 و20 ألف هرتز.
ففي منتصف آب (أغسطس) من عام 1977 سجل التليسكوب الراديوي إشارة صوتية أعلى 30 مرة من الصوت المنبعث من الفضاء السحيق واستمرت قرابة الدقيقة ونصف الدقيقة، وسميت باسم "واو" أول كلمة أطلقها الفلكي جيري إيهمان عند سماعها وعدت إشارة صادرة من مخلوقات عاقلة خارج الأرض ولا يعرف حتى الآن معناها وإن كانت مشفرة أم لا.
حتى الكواكب التابعة لمجرتنا ومن ضمنها كوكبنا يصدرون أصواتا غريبة كأنك تستمع لموسيقى تصويرية في فيلم مرعب، وبناء على الأصوات التي تنبعث من الكواكب يتم تحديد طول اليوم في الكوكب، ومن أغرب هذه الأصوات صوت كوكب زحل الذي يصدر أصواتا متناغمة من قطبيه الشمالي والجنوبي التي لم تساعد العلماء على تحديد طول يومه مثل الكواكب الأخرى، ناهيك عن صوت دورانه والأقمار من حوله، فهل هي تسابيحهم وتراتيلهم أم شيء آخر؟
وعلى الأرض اشتهرت أماكن معينة بسماع أصوات غريبة فيها. ففي عام 1850, كتب الروائي جيمس فينيمور كوبر قصة قصيرة بعنوان "بحيرة البندقية", يروي فيها كيف أن الناس يستمعون أحيانا إلى أصوات غامضة بصوت عال لا يمكن تفسيرها قادمة من الغابة، والغريب أن في توقيت كتابته الرواية نفسه كان الناس بالفعل يسمعون أصواتا تشبه الانفجارات في مختلف أنحاء الولايات المتحدة على الرغم من عدم وجود تفجيرات أو طائرات أسرع من الصوت. ومن أشهر الأصوات الغامضة همهمات كنيسة القديس جيروم في نيو مكسيكو التي يسمعها نحو 2 في المائة من السكان وتشبه صوت محرك سيارة منخفض، وتسبب لعدد من الناس تهيجا وأرقا و"دوخة" ونزيفا بالأنف.

إنشرها