Author

الطاقة النظيفة والحفاظ على البيئة

|


لا تتوقف الجهات المختصة بالطاقة النظيفة والبيئة عن البحث عن أفضل السبل للتخلص من النفايات،
ولا سيما البلاستيكية منها. وهذه الجهات استطاعت في غضون عقدين من الزمن أن تجعل من نفسها قوى ضغط شديدة ومؤثرة سياسيا. حتى إن دولا غربية تحتضن بالفعل أحزابا تعنى بالبيئة. تلك الأحزاب التي حققت نجاحات كبيرة على صعيد احتلالها المقاعد النيابية في هذه الدولة أو تلك. وفي الانتخابات البرلمانية الأوروبية الأخيرة، حصلت أحزاب الخضر أو أحزاب البيئة على مكاسب انتخابية كبيرة، ما زاد عدد مقاعدها في برلمان أوروبا، بحيث دعمت كتلتها فيه. فمسألة البيئة لم تعد قضية أخرى من القضايا التي تهم دول العالم، بل صارت موضوعا محوريا في الاقتصاد والسياسة والمجتمع أيضا.
ومن هنا تكثر الابتكارات في مجال حماية البيئة بشكل عام، كما تزداد القوانين الصارمة لدعم هذه الحماية والوصول بها إلى الأهداف التي تطلقها الجهات المختصة هنا وهناك. وربط النفايات بالطاقة قضية ليست جديدة، إلا أن أدواتها تتجدد دائما. من بينها تلك التي كشف عنها مركز أبحاث ألماني وتختص بتدوير النفايات من أجل استخراج الطاقة منها. ويعتقد المركز أن هذه الطريقة الجديدة، ستحقق أهداف حماية البيئة بشكل عام، خاصة أنها ستكون متوافرة بتكاليف قليلة في المستقبل القريب. وتشكل النفايات البلاستيكية الهم الأكبر أمام الحكومات في الدول الغربية على وجه الخصوص، مع تأكيد أن أكثر من ثلث هذه النفايات ينتهي في مياه البحار والمحيطات، ويسبب تلوثا فظيعا، بما في ذلك انقراض أنواع من الحياة البحرية.
المشروع الجديد الذي يتحدث عنه المركز الألماني المختص المعروف باسم "واستكس بلاستيك"، عبارة عن حاوية تسحق فتات وأكوام من المخلفات، لتحولها إلى مادة بترولية صالحة للاستخدام الفوري. والهدف الرئيس من هذا المشروع هو النفايات البلاستيكية التي يتم التخلص منها، وهي كثيرة جدا حول العالم. ووفق المشروع، فإن كيلو جراما واحدا من البلاستيك ينتج نحو ليتر واحد من الوقود. بالطبع لا يوجد نقص في مادة البلاستيك التي يتم التخلص منها، ولا سيما تلك المخصصة للاستخدام لمرة واحدة فقط. وهذه النقطة تؤرق بالفعل عديدا من الحكومات التي تدعو إلى إنتاج المواد البلاستيكية التي تستخدم عدة مرات، أو بصورة دائمة، ووضعت كثيرا من القوانين التي تشجع على ذلك، منها على سبيل المثال، إلغاء الأكياس البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة في المحال التجارية المختلفة.
ويمكن بالفعل أن تدعم الخطوات السابقة التي اتخذت في هذا المجال، المشروع البيئي الجديد لإنتاج الوقود من النفايات البلاستيكية، وذلك عن طريق تشجيع الناس على إعادة مخلفاتهم هذه إلى مراكز محددة، أو إلى صناديق تكون قريبة من مساكنهم، على أن يتم ذلك عبر الحصول على مقابل مادي. أي أن التخلص من هذه النفايات سيعود بالفائدة المادية على المستهلك فورا. وهذا ينطبق حتى على الصيادين الذين يصادفون كميات هائلة من البلاستيك خلال عملهم، الأمر الذي سيدر عليهم دخلا إضافيا. والمشروع البيئي الألماني، يتحدث عن إمكانية وضع الحاوية المنتجة للوقود على قوارب الصيد نفسها. بمعنى أن الطريقة الجديدة ستكون سهلة الاستخدام، ولا تحتاج إلى خبراء ومختصين للقيام بها.
لا يزال المشروع في بدايته، ومن المتوقع أن يحظى بدعم قوي من الحكومات حول العالم، ولا سيما تلك التي وضعت البيئة والحفاظ عليها نصب عينيها.

إنشرها