Author

حرارة الصيف

|

لئن عاشت مدن المملكة درجات حرارة تقارب 50 درجة، فذاك أمر معتاد. الدول الأوروبية التي عاشت الأسابيع الماضية تحت تأثير درجات حرارة تجاوزت 40 درجة في بعض المدن، هي التي تعاني في هذه الفترة. يأتي في مقدمة الأسباب الاحتباس الحراري الذي يعد من المسلمات التي تحاول معها أوروبا بالذات الخروج من إشكالية الارتفاع المستمر في درجة حرارة مدن لم تكن تؤمن بحاجتها إلى التكييف.
الملاحظ أن المدن الأوروبية بشكل عام تعاني تفاقم هذه الأزمة ولعل طول النهار فيها الذي يتجاوز في بعضها 18 ساعة في اليوم، سيتسبب مستقبلا في إحداث مزيد من الصعوبات وهو منذر بمخاطر تبدأ من القطبين ولا تنتهي بالتأثير في المدن التي كانت "مدللة" صيفا. هذه المعاناة بدأت مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض سماكة الطبقات الجليدية في المناطق القطبية والشمال أكثر تأثرا بها من الجنوب لأسباب من أهمها غازات ارتفاع نسب الكربون في الهواء والمخلفات الصناعية التي تسببت في بداية الحالة المستجدة.
محاولات التخلص من آثار المخلفات والغازات الصناعية في الشمال أدت إلى اتفاقيات عالمية لتقليل نسب التلوث وتحديد حتى نوعية الطائرات التي تعبر أجواء القارة، لكن هذه الاتفاقيات لا تزال عاجزة عن إنقاذ القارة العجوز بالذات من الارتفاع السنوي المستمر في درجات الحرارة.
إلى هنا والأمور في مسار متوقع ولعل أهم الإشكالات التي تجعل الحرارة التي تصل إلى 40 تعادل الـ50 في بلادنا هو نسب الرطوبة العالية. تلك الأنهار التي تسير في أغلب المدن الأوروبية التي على ضفافها أنشأ الأوروبيون حضارتهم ترتفع حرارتها ومع المحيطات والبحار والبحيرات المجاورة يصبح حتى التنفس من الأمور الصعبة. هذه الحالة غير مشاهدة في المناطق الداخلية لدينا، فنحن في نجد -مثلا- نستطيع التعايش مع درجات الحرارة العالية بسهولة أكبر، أمر لا يمكن أن ينعم به أغلب من يعيشون في المدن الأوروبية التي وصلت الحرارة فيها إلى 40 أو حتى تجاوزتها.
أقول دوما: لا يمكن أن يكون كل الأمر سيئا محضا لابد أن نبحث عن الخير في ثنايا الصعوبات التي يعانيها الجميع مع ارتفاع الحرارة وارتفاع الشكاوى.

إنشرها