Author

خطوات لترشيد الاستهلاك في المنازل «1من 2»

|


إن قطاع الطاقة في المملكة أمامه عديد من التحديات، تأتي في مقدمتها الزيادة المطردة في الاستهلاك، وتشير الإحصاءات والدراسات الحديثة إلى معدلات مرتفعة محليا لاستهلاك الطاقة، ومن المتوقع أن يتجاوز ذروة الطلب على الكهرباء بوتيرته الحالية 120 جيجاواط وتصل تحلية المياه إلى سبعة ملايين متر مكعب يوميا بحلول عام 2030.
ومع تزايد عدد المهتمين بالمحافظة على البيئة، فقد أصبح الوقت الآن مؤاتيا أكثر من أي وقت مضى لتحويل المنازل إلى منازل صديقة للبيئة. وتحويل المنازل إلى أنماط أكثر استدامة لا يسهم في جعل العالم أفضل مما هو عليه فحسب، ولكنه أيضا يوفر الأموال. وفيما يلي عدة نصائح يمكن من خلالها تحويل المنازل إلى منازل صديقة للبيئة.
أولا ترشيد استهلاك المياه، وأول ما يطرأ في أذهاننا عند التفكير في توفير الطاقة السعي إلى تحقيق الاستدامة، لكن التفكير في البيئة يعني أيضا إلقاء نظرة فاحصة على معدلات استهلاك المياه. وهناك عديد من الطرق التي يمكن من خلالها توفير المياه في جميع أنحاء المنزل، وبعض الأساليب لا تتطلب أي استثمار من جانبنا. على سبيل المثال يمكن تجنب تشغيل مياه الصنبور أثناء تنظيف الأسنان بالفرشاة، وعدم تشغيل غسالة الملابس وغسالة الصحون إلا عندما يمكن تعبئتهما بالكامل.
هذا إضافة إلى أن تغيير الروتين اليومي، حيث يمكن خفض استهلاك المياه بشكل كبير من خلال الاستثمار في رأس دش منخفضة التدفق. ويمكن لرؤوس الدش الموفرة للطاقة هذه توفير نحو 160 ألف لتر كل عام، حسب حجم العائلة. كما يجب التحقق من خلو المنزل من أي تسرب من المراحيض أو الصنابير، لأن هذا التسرب لا يهدر المياه فحسب، بل يمكنه أيضا رفع فاتورة المياه الشهرية.
ثانيا التحول إلى المصابيح الخضراء، وليست المصابيح الكهربائية الصديقة للبيئة بالأمر الجديد ولكنها بدأت أخيرا في لفت انتباه مالكي المنازل. وفي الوقت الحاضر تعرض الشركات عددا كبيرا من المصابيح الكهربائية الموفرة للطاقة، لذلك فقد أصبح العثور على ما يناسب كل منزل أمرا أسهل من أي وقت مضى. وهذه المصابيح تستخدم كميات أقل من الكهرباء ولكنها متوهجة مثل نظيراتها التقليدية، بل تتمتع بعمر خدمة أطول مما يعني أن تكاليف استبدالها ستكون أقل. وإذا لجأنا إلى الإضاءة الذكية يمكننا برمجة المصابيح لتحسين استهلاك الطاقة بشكل أكبر، حيث يمكن برمجة المصابيح الذكية لتشغيلها وإيقافها تلقائيا حسب الحاجة.
ثالثا تسخير الطاقة الشمسية، حيث يعد الاستثمار في الطاقة الشمسية أحد أفضل الطرق التي يمكن من خلالها جعل المنازل أكثر صداقة للبيئة. والألواح الشمسية تصنع من المواد الضوئية الكهربائية وتستخدم أشعة الشمس كمصدر للطاقة. ويمكن استخدام الكهرباء التي تولدها الألواح الشمسية لتشغيل معدات كثيرة في المنزل من المصابيح إلى الأجهزة، وكل ذلك مجانا من الشمس. وعلى الرغم من أن الاستثمار الأولي في الطاقة الشمسية يكون مرتفعا، إلا أنه يمكن استرداد الأموال في شكل وفورات الطاقة. ومن المهم أيضا أن نضع في اعتبارنا أننا نساعد البيئة من خلال الاعتماد بشكل أقل على مصادر الطاقة التقليدية.
رابعا استخدام منظمات الحرارة الذكية. تستهلك عملية ضبط درجة الحرارة داخل المنزل كثيرا من الطاقة، فلماذا لا نرشد استهلاك هذه الطاقة عن طريق تثبيت منظمات الحرارة الذكية؟ هذه الأجهزة سهلة البرمجة وتحسن استخدام نظام التكييف في المنزل. ويمكن برمجة هذه الأجهزة بحيث يتم تشغيلها وإيقافها خلال أوقات معينة من اليوم. على سبيل المثال يمكن أن يبدأ منظم الحرارة الذكي في ضبط درجة حرارة المنزل مباشرة قبل العودة إلى المنزل والتوقف عند عدم وجود أحد في المنزل. ويساعد ذلك على توفير الطاقة عن طريق تشغيل أنظمة التكييف بكفاءة أكثر من أي وقت مضى، ما يوفر المال في نهاية المطاف.
إن الاهتمام بالمحافظة على البيئة يستلزم تقييم حجم الموارد التي تستهلكها المجتمعات والمدن ولابد من البحث المستمر عن طرق لتقليل انبعاثات الكربون. وفي هذه الأيام، أصبح من السهل جدا العمل على تزويد المنزل بتجهيزات بسيطة صديقة للبيئة ويمكن أن يكون لها تأثير فعال في مثل هذه الأهداف... يتبع.

إنشرها