Author

الحج النظامي

|


تقترب أيام الحج الأعظم وتشهد المنافذ وصول مئات الألوف من الحجاج الوافدين من كل بقاع الأرض ملبين دعوة الباري عز وجل وفق سنة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم محيين رحلة الخليل إبراهيم وما تحمله من معان عظيمة تحتاج إلى مؤلفات لحصرها وربطها بواقع الناس اليوم.
تستأثر هذه الفترة بكثير من العناية والاهتمام من قبل السعوديين حيثما كانوا وهم يتابعون بشغف واهتمام كل مظاهر الحج وما يتعلق به من استعدادات وترحيب وتنظيم. ذلك أن العالم اليوم في حال تجعل من يريدون الحج قادرين على تحقيق أحلامهم بعد أن توافرت سبل الأمن والمواصلات بين البيت العتيق وكل بلاد العالم.
هذه الرحلة العظيمة التي هي أيقونة كبرى في حياة كل مسلم، وتجربة فريدة يتمناها كل من آمن بهذا الدين الحق وهذا النبي العظيم حق الإيمان. تحتاج هذه الرحلة منا نحن أهل السعودية إلى الحرص كل الحرص على التيسير والدعم والمساعدة والمبالغة في ذلك بحكم موقعنا الجغرافي والعقدي من هذه الأمة.
فليس مقبولا منا سوى الأفضل، وليس مسموحا لأي أحد بأن يتجاوز الأهمية الواردة في شأن التنظيم والتيسير المهمين لكل من يأتي للمرة الأولى ويرغب في أن تكون رحلته خير رحلة حملته قدماه إليها.
يأتي الدور على كثير ممن يفكرون في تجاوز التعليمات التي تهدف إلى أمن الحجيج الذين يحاولون الدخول إلى المشاعر دون تصريح أو يحاولون أن يحجوا كل عام ليسببوا أذى ويحرموا كثيرين من الحجيج فرصة ممارسة المناسك باليسر المطلوب الذي تحدده الأنظمة التي اعتمدت على الربط بين المساحات والأوقات وأعداد الحجيج والدول التي ينتمون إليها.
هنا يجب أن نقف جميعا ضد هذه الممارسة التي يظن البعض أنها تقربهم إلى الله زلفى، لكن هل يصح ذلك وأنت تعطي نفسك ميزة تحرم بها كثيرين ممن يأتون للمرة الأولى؟ فتحرمهم من الاستمتاع بحجهم باليسر والسهولة التي نتمناها جميعا لهم. أزعم أن الإجابة على هذا السؤال من منطق محايد بعيد عن الأنانية ستكون بالنفي.
هنا أطالب جميع من يعيشون على أرض هذه البلاد أن يكونوا مثالا للعناية بالحجيج وعونهم وتيسير مناسكهم، وأن يمتثلوا التعليمات التي تهدف إلى سلامة وأمن وراحة ضيوف الرحمن. محققين بذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".

إنشرها