Author

الطالب المكون الأهم

|


تحث وزارة التعليم الخطى نحو تغيير النمطية التي عاشها التعليم عقودا طويلة، هذا في حد ذاته يستدعي كثيرا من التغيير والالتزام بمسارات جديدة وإدخال مبادرات مهمة تعطي التعليم الرونق والشكل المختلف الذي تنوي تحقيقه قيادات التعليم في البلاد.
أهم ما يمكن أن نعطيه مزيدا من العناية هو الطالب، الجميع يطالبون بحقوق الجميع ما عدا الطالب الذي يبقى هو العنصر الأهم في تحديد نجاح أي عمل من عدمه، فمنه نتعلم كيف كان أداؤنا، ومنه نتعرف على اللغة الدارجة في مدارسنا، وبنتائجه نربط أداءنا وقدرتنا على التقدم من عدمها.
لا أعرف أي دراسات ركزت على جوانب الربط هذه، وإن كانت على المستوى العلمي الذي نبتغيه. الحديث دائماً يتركز حول انخفاض مستوى المحصول الذهني والثقافي لدى الأجيال المقبلة، لكنه حديث لا يخلو من رغبات شخصية وتأليف قد لا يكون صحيحاً عندما نربطه بمعايير معينة يمكن القياس عليها.
أين موقع طالب اليوم من سالفيه؟ أمر لابد أن نرصده اليوم ونتعرف عليه من خلال معايير محددة رقمية قابلة للقياس والتطبيق تؤدي إلى نتيجة علمية. هذه النتيجة العلمية يمكن بناء عليها أن نقيس وضع الطالب بعد عام أو عامين أو خمسة أو عشرة أعوام.
المقاومة التي لقيتها اختبارات القياس التي لا تزال تعبر عنها مختلف فئات التعليم والمجتمع بعمومه ليست بعيدة عن تحقيق مثل هذه النتائج بل إننا يمكن أن نحكم على قدرات الطلبة على مدى الأعوام الماضية من خلال ربطها بالنتائج المحققة في نموذج قياس رغم أن هناك متغيرات منها وجود دورات تدريبية تؤهل الطلبة لمثل هذه الاختبارات. لكنها تظل الوسيلة الوحيدة التي يمكن الرجوع إليها اليوم، وقد توجد الوزارة وسائل علمية أخرى ما دامت في مسار التطوير والتغيير في اللوائح والتعاملات.
حديثي عن هذا الأمر بغرض الدفع نحو النتائج والابتعاد عن النقاش عديم الجدوى الذي نشاهده كل يوم خارج المنظومة الرسمية عن مستوى التعليم والمعايير المحققة والالتزامات القديمة والجديدة التي لابد من أخذها في الحسبان نحو عملية قياس علمية
لا يمكن إغفالها ونحن نعد أجيال الغد للمنافسة وتحقيق آمال البلاد.

إنشرها