ثقافة وفنون

التراث الصناعي السعودي .. كنوز أسست للتنمية والدولة القوية

التراث الصناعي السعودي .. كنوز أسست للتنمية والدولة القوية

التراث الصناعي السعودي .. كنوز أسست للتنمية والدولة القوية

التراث الصناعي السعودي .. كنوز أسست للتنمية والدولة القوية

التراث الصناعي السعودي .. كنوز أسست للتنمية والدولة القوية

تعج ذاكرة السعوديين بعشرات مواقع التراث الصناعي، التي أسهمت في تحقيق التنمية المستدامة في مختلف مناطق المملكة، وأسست للدولة القوية التي نرى ملامحها اليوم.
ووجدت هذه المواقع طريقها إلى الحفظ والتوثيق، من خلال خطوات عدة أطلقتها وزارة الثقافة خلال الأسابيع والأيام الماضية، مثل تأسيس الجمعية السعودية للمحافظة على التراث الصناعي، وإطلاق مسابقة لتوثيقه واكتشافه، في ظل انعدام المواقع التراثية الصناعية المسجلة في العالم العربي، ما يجعل المملكة البلد الرائد عربيا في التوعية بأهمية هذا التراث وحصره وتوثيقه.

أرض خصبة
تمتلك المملكة أرضا صلبة لمواقع التراث الصناعي، فالأمير بدر بن عبدالله وزير الثقافة أكد أن ما تمتلكه الدولة يضم مجموعات متنوعة من المؤسسات الصناعية والإنتاجية التاريخية؛ من بينها محطات قديمة لتحلية المياه، وأخرى لتكرير النفط، ومناجم تعدين، ومنجم استخراج أسمنت، وبقايا خط التابلاين وما يحتويه من محطات ومبان، لذلك جاء تأسيس الجمعية السعودية للمحافظة على التراث الصناعي، التي تهدف إلى التوعية بقيمة هذه المعالم الحضارية من خلال تنظيم ورش عمل وحملات توعوية بالتعاون مع الجهات الصناعية، إضافة إلى صيانة المعالم البارزة للتراث الصناعي وتوثيقها وتعزيز حضورها، وتأهيل الكوادر الوطنية المهتمة بالتراث الثقافي الصناعي، بالتعاون مع أهم الجامعات العالمية المختصة بهذا الجانب.
بحسب موقع وزارة الثقافة، يقصد بالتراث الصناعي: الإنجازات الاجتماعية والهندسية التي صنعها الإنسان بعد الثورة الصناعية، ويشمل بقايا الثقافة الصناعية التاريخية القيّمة، سواء التكنولوجية أو الاجتماعية أو المعمارية أو العلمية، ويتكون من المنشآت، والآلات، والورش، والمصانع، والطواحن، والمناجم، ومواقع التنقيب وعمليات التنقية، والمستودعات، وأماكن توليد واستخدام الطاقة، والبنى التحتية، إضافة إلى مناطق الأنشطة الاجتماعية المرتبطة بالصناعة مثل الإسكان، ودور العبادة والتعليم".

دعم وزاري رفيع
حظيت مبادرة وزارة الثقافة بتوثيق التراث الصناعي عبر مسابقة، بدعم نحو خمسة وزراء، ومسؤولين في هيئات ومنشآت حكومية، منهم المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، الذي قال "كلنا معكم - للأمير بدر - لتوثيق التراث الصناعي في المملكة التي تزخر بتاريخ عريق ومشرق في مجالات الصناعة والتعدين والطاقة، كوني أمضيت جل أعوام عملي فيها. الفرص هائلة، وأبواب منظومة الوزارة مفتوحة لكم ولكامل الفريق العامل في هذا المشروع الوطني الرائد".
فيما أكد أحمد الراجحي وزير العمل والتنمية الاجتماعية، أنها خطوة رائعة ستسهم - بلا شك - في المحافظة على التراث الصناعي، ونحن في منظومة العمل والتنمية الاجتماعية نسعد بأن نكون شركاء معكم لدعم هذا المشروع الوطني، ليطلع أبناء الوطن على ما تمتلكه مملكتنا من إرث صناعي تاريخي نفخر به، "صُنِع بأياد سعودية".
من جهته، قال المهندس نبيل العمودي وزير النقل "إن قطاع النقل يضم فرصا سانحة لمنظومة تدعم الصناعة في المملكة عبر عقود، كالموانئ ومحطات القطار والمطارات أيضا"، كما قال الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة والاستثمار ووزير الشؤون البلدية والقروية المكلف "إن بيوت الصُناع والتجار تزخر بقصص وإنجازات أسهمت في التنمية الاقتصادية والاجتماعية".
وفي منظومة البيئة والمياه والزراعة، قال المهندس عبدالرحمن الفضلي، وزيرها "لدينا مواقع من التراث الصناعي محفورة في ذاكرة السعوديين، كمحطات التحلية والسدود، وأبراج المياه وقنوات الري التاريخية، وصناعات مرتبطة بالزراعة المحلية"، فيما ذكر المهندس سعد الخلب رئيس الهيئة العامة للموانئ أن برنامج التراث الصناعي هو خطوة فريدة تحفظ تاريخ الصناعات كافة، منها الموانئ، كما تؤكد مدى اهتمام المملكة بتوثيق البدايات التي كتبت قصصا من النجاحات التي نشهدها الآن، التي حققت المجد ومهدت الطريق للمستقبل.
وعلى مستوى الهيئات، أكد إبراهيم العمر محافظ الهيئة العامة للاستثمار، أن الاستثمار في الصناعة كان وسيظل خيارا استراتيجيا لتحقيق التنوع والازدهار للاقتصاد الوطني، وعدّها عجلان العجلان رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض، خطوة موفقة من الوزارة.

28 موقعا فقط
هناك 28 موقعا للتراث الصناعي مسجلة في قائمة التراث العالمي، تتكامل فيها أبعاد الأثر التنموي، والإنجازات، إضافة إلى البعد التاريخي، إلا أن هناك كثيرا من المواقع التي تستحق الانضمام، وتستكمل إجراءات التأهيل والترشح.
ولعل ألمانيا من أهم الدول التي اهتمت بتراثها الصناعي، ففي مدينة نورنبيرج في ولاية بافاريا على سبيل المثال؛ أنشئت المتاحف التي تعرض محركات ومعدات ومركبات أسطورية، كمتحف السكك الحديدية الألمانية الاتحادية، ومتحفي الثقافة الصناعية والدراجات النارية.
ففي متحف السكك الحديدية نسخة طبق الأصل لأول قاطرة يتم تشغيلها في ألمانيا، التي تعرف بـ"آدلر"، وحتى عربة قطار لودفيج الثاني الملك البافاري.
وفي فرنسا، تم تحويل مصنع الحبال الفرنسي "فالوا" إلى متحف، وفيه آلات تعود إلى بداية القرن الـ19 وتعمل وفق نظام هيدروليكي قديم، معدات لا تزال في حالة تسمح بتشغيلها مجددا، فيما نجحت النمسا في ضم سكة الحديد في سيمرنج إلى قائمة اليونيسكو للتراث، فهي السكة التي شيدت بين عامي 1848 و1854 لتسمح بعبور 41 كيلو مترا من الجبال العالية، وتعد من أهم الإنجازات في الهندسة الحضرية في أوائل أيام سكك الحديد، وبفضل جودة أنفاقها وممراتها والأعمال الأخرى، بقي الخط شغالا بلا انقطاع حتى الآن.
وإلى الصين، وضع مصنع يوتشو للسيراميك ضمن قائمة التراث، حيث يعد واحدا من أكبر مصانع الفخار التي تديرها الدولة وشيد عام 1954 في جينجدهتشن في مقاطعة جيانجشي، وعلى الرغم من توقف إنتاجه بالكامل في منتصف التسعينيات، ظلت مرافقه ومعداته وأفرانه سليمة، أما اليابان فقد نجحت في تسجيل الأفران العاكسة لصهر الحديد الموجودة في قرية نيراياما في محافظة شيزوؤكا ضمن قائمة التراث العالمي، ومنجم الحديد هاشينو وبقايا مصهر في مدينة كامايشي في محافظة إيواتي، إضافة إلى طاحونة توميوكا للحرير اليابانية، وبعض هذه المواقع مذكور في الكتب المدرسية اليابانية، لربط الطلاب بتراثهم الصناعي.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من ثقافة وفنون