FINANCIAL TIMES

صرعة الأغذية النباتية .. لحوم وحليب من البازلاء الصفراء

صرعة الأغذية النباتية .. لحوم وحليب من البازلاء الصفراء

الشعبية المرتفعة جدا لبدائل اللحوم النباتية، أدت إلى تسليط الضوء على مكون لامع جديد: البازلاء المتواضعة.
من شركة بيوند مييت Beyond Meat، التي سجلت أسهمها ارتفاعا حادا بعد عملية تعويم في أيار (مايو)، إلى شركة إنتاج اللحوم الأمريكية "تايسون" وشركة نستله السويسرية، تحولت شركات المواد الغذائية إلى البروتين المستخرج من البازلاء الصفراء باعتباره مكونا رئيسيا للأغذية النباتية، بما فيها البرجر واللحم المقدد والتونة والزبادي.
الاندفاع نحو تقديم منتجات نباتية، في وقت يشهد طفرة في الطلب من المستهلكين، أدى إلى التدافع لتأمين الإمدادات. لم يكن سبب الضغط هو توافر البازلاء الصفراء بحد ذاتها - التي تعد وفيرة بفضل القيود التي فرضتها الصين على الواردات الكندية في أعقاب ضجة شركة هواوي، وكذلك في أعقاب تحرك الهند لفرض رسوم جمركية على البقول - بل نقص طاقة المعالجة لإنتاج مسحوق البروتين المستخرج من البقوليات. المنتجون ببساطة لم يواكبوا ذلك.
مثلا، زاد الإنتاج من شركة ذا مييتليس فارم The Meatless Farm الناشئة في ليدز، التي وقعت أخيرا اتفاقية توزيع في الولايات المتحدة مع شركة سلسلة البقالات الراقية "هول فود ماركيتس" Whole Food Markets، نحو 30 مرة منذ إطلاقها العام الماضي. مع ذلك، حصلت الشركة أخيرا على 25 في المائة فقط من طلبية على بروتين البازلاء، لأن المورّد حول الشحنة إلى مشترين آخرين.
قال مؤسس الشركة، مورتن توفت بيك "لقد رأينا الوجه القبيح لزيادة الطلب"، مضيفا أن احتجاب الإمدادات يأتي في مقدمة الأمور التي تشغل تفكيرهم. "لقد بدأنا في بناء مخزون. والجميع يفعل ذلك أيضا". 
أصبحت البازلاء الصفراء - حبة أو بذرة جافة صالحة للأكل تشكل جزءا من عائلة البقوليات إلى جانب فول الصويا والعدس والحمص - مصدر البروتين المفضل لعديد من شركات الأغذية، في وقت يبتعد فيه المستهلكون عن فول الصويا. 
وفي حين أن فول الصويا هو المصدر الأكثر وفرة والأرخص للبروتين النباتي، إلا أنه مسبب للحساسية وغالبا ما يكون معدلا وراثيا في الولايات المتحدة. وهو غني بهرمون الأستروجين النباتي، ما يؤدي إلى مخاوف من الآثار السلبية على الصحة بين بعض المستهلكين.
قال تايلر لورينزين، الرئيس التنفيذي لشركة بوريس Puris في مينيابوليس، وهي أكبر منتج أمريكي "كانت هناك رغبة من المستهلك في الحصول على بروتينات مكتوب عليها clean label، بمعنى غير معدلة وراثيا وفي بعض الحالات عضوية".
هينك هوجينكامب، مستشار فني في البروتين يعمل مع شركات الأغذية، قال إن أحجام استهلاك بروتين البازلاء تضاعفت إلى 275 ألف طن تقريبا منذ عام 2015. ويتوقع أن تنمو السوق بنسبة 30 في المائة أخرى العام المقبل، قبل أن تصل إلى 580 ألف طن في عام 2025. 
ولاحظ هوجينكامب أن بروتين البازلاء الأرخص من المنافسين الصينيين لكبار المنتجين، مثل شركة روكيت Roquette الفرنسية أو كوسوسرا Cosucra البلجيكية، حال دون ارتفاع الأسعار. وعدم وجود سوق لتداول مستخلص بروتين البازلاء يجعل من الصعب تتبع الأسعار، إلا أن سعر المكون يراوح بين 4200 و4600 دولار للطن. ومقارنة بسعر مستخلص بروتين فول الصويا يبلغ نحو 3500 دولار للطن.
رغم ذلك، الطلب قوي للغاية لدرجة أن المشترين كافحوا لتأمين صفقات توريد طويلة الأجل. قال هوجينكامب "بالنسبة للشركات التي ترغب في تثبيت الأسعار للفترة المتبقية من 2019 ولعام 2020، هناك تردد من مورديها لضمان كميات أعلى بأسعار أقل". 
إيثان براون، الرئيس التنفيذي لشركة بيوند ميت، أبلغ محللين في أول إعلان عن أرباح الشركة التي يوجد مقرها في لوس أنجلوس الشهر الماضي، قوله إن تأمين المواد الخام "يشغلني قليلا".
وقعت "بيوند ميت" عقدا لمدة ثلاث سنوات مع "بوريس" لتوريد بروتين البازلاء، إضافة إلى اتفاقية توريد مع "روكيت"، تنتهي بنهاية العام. وقال براون إن المجموعة تتطلع إلى أن تضيف أسماء أخرى إلى قائمة الموردين الخاصة بها.
شهدت "ريبل فود" Ripple Foods، شركة ناشئة في كاليفورنيا تنتج حليبا من بروتين البازلاء، مبيعاتها تتضاعف كل عام منذ إطلاقها في عام 2016. الشركة التي من بين المستثمرين فيها مصرف جولدمان ساكس، تتعاقد مع المزارعين لزراعة البازلاء الصفراء ثم تعالج بروتين البازلاء الخاص بها.
قال آدم لوري، المؤسس المشارك للشركة، إن هذا يعزل "ريبل" عن تقلبات الأسعار. "ويخرجنا من سوق بروتين البازلاء".
استثمر عدد متزايد من شركات الأغذية والمكونات في قطاع بروتين البازلاء خلال السنوات القليلة الماضية. دعمت "كارجيل"، الشركة العملاقة في ولاية مينيسوتا، شركة بوريس في بداية العام الماضي بـ25 مليون دولار وأطلقت معها مشروعا مشتركا.
ويتوقع أن تنطلق مصانع جديدة لإنتاج بروتين البازلاء العام المقبل. وفي الوقت الحالي تبني شركة روكيت مصنعا للمعالجة في مانيتوبا في كندا، بينما تخطط فيردينت فودز في ساسكاتشوان، وهي مجموعة لإنتاج البروتين النباتي يدعمها جيمس كاميرون، مخرج فيلم تايتانيك الحائز على جائزة الأوسكار، لبناء طاقة إنتاجية جديدة.
لكن من المتوقع أن تظل السوق شحيحة. قال تشك بينر، المحلل في LeftField Commodity Research في وينيبيج في كندا "لقد تم الإعلان عن الخطط والعمل بدأ، لكن الأمر سيستغرق من ستة أشهر إلى عام لبدء الإنتاج".
وبحسب باسكال ليروي، نائب رئيس شركة روكيت للبازلاء وعمليات البروتين الجديدة، سيستمر إطلاق المنتجات الجديدة التي يستخدم فيها بروتين البازلاء. 
"النمو مثير للإعجاب حقا. إنه البروتين المفضل للعقد المقبل".
 

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES