أخبار اقتصادية- عالمية

ناطحات السحاب تغير وجه نيويورك .. شركات التشييد تتحايل للوصول لأعلى ارتفاع

ناطحات السحاب تغير وجه نيويورك .. شركات التشييد تتحايل للوصول لأعلى ارتفاع

تتميز مدينة نيويورك بناطحات السحاب، ومن أشهرها "مركز التجارة العالمي 1" بظله الممتد، ومبني "إمباير ستيت" العملاق ومبني "كريسلر" الأنيق بنهايته الدائرية.
وبحسب "الألمانية"، فإنه ربما يكون الأفق في نيويورك الأكثر شهرة في العالم، ولكن مظهره منقطع النظير يتغير بشكل سريع. ويستطيع المرء أن يرى بوضوح الأفق وهو يتحرك عبر متنزه "سنترال بارك" التي تحيط به المباني العملاقة الشاهقة، التي يزيد ارتفاع بعضها على 400 متر، ما يجعلها تفوق في ارتفاعها مساحة الرقعة الخضراء.
وتندرج هذه المباني، التي تحتوي على شقق ملكية خاصة، ضمن فئة جديدة من ناطحات السحاب، لا تتميز فقط بأنها شاهقة الارتفاع، ولكنها رفيعة الحجم أيضا.
ولا يشعر جميع سكان نيويورك بالقلق حيال هذا الأمر، ويعتقد الخبير كارول ويليس أنه يتم تداول كثير من المعلومات الخاطئة في هذا النقاش.
وأكد ويليس إن التطورات الحالية محل ترحيب، مضيفا "ناطحات السحاب هي علامتنا التجارية في نيويورك وأنا سعيدة بوجود ناطحات سحاب جديدة".
بينما قال جورج جينس، وهو استشاري في مجال تخطيط مدن: "هناك زيادة هائلة في ارتفاع المباني.. الناس يطلبون فقط رؤية المناظر الجميلة".
ورغم ارتفاع تكاليف البناء، فقد ظهر المزيد والمزيد من هذه المباني الجديدة في مانهاتن على مدار السنوات العشر الماضية أو نحو ذلك.
وأصبح تشييد مثل هذه المباني أمرا ممكنا، وهو ما يرجع جزئيا إلى التقدم التكنولوجي في تشييد ناطحات السحاب، مما سمح لها بالارتفاع رغم أنها مشيدة على مساحة من الأرض تصل في بعض الأحيان إلى بضع مئات من الأمتار المربعة.
وتعد سوق العقارات في نيويورك عاملا رئيسا آخر. ويتجاوز متوسط إيجار شقة في مانهاتن 4000 دولار شهريا. وتسبب كبار الأثرياء، أمثال مديري صناديق التحوط، وأباطرة النفط، في ارتفاع الأسعار. وهؤلاء على استعداد لدفع ثمن عقار مقام على قطعة ارض متميزة، يستطيعون به شراء قلعة في أي مكان آخر .
وبحسب كارول ويليس، مديرة متحف ناطحات السحاب في نيويورك، يتطلب الأمر سعرا يصل إلى 3000 دولار مقابل القدم المربع حتى يصبح هذا الشكل باهظ التكلفة للبناء جاذبا ومستداما" . وقد تجاوزت ناطحات السحاب الجديدة هذا الحد الآن. ويمكن أن يحقق المتر المربع للشقق في الطابق العلوي، والتي تطل دون عائق على نيويورك، سعرا خرافيا يصل إلى 100 ألف يور مقابل المتر المربع.
وعادة لا تكون هذه الشقق المتميزة صغيرة الحجم، حيث تصل مساحة بعضها إلى أكثر من 100 متر مربع.
وكلما زاد الارتفاع، كانت الإيرادات أفضل. ولذلك، ليس مفاجئا إذن أن تلجأ شركات التشييد إلى جميع الحيل التي يمكن تخيلها للوصول بناطحات السحاب رفيعة الحجم التي تقوم بتشييدها إلى أعلى ارتفاع ممكن.
ويبلغ ارتفاع مبنى في "432 بارك أفينيو" 425 مترا. وعندما يتم افتتاحه في عام 2020 ، سيكون مبنى "سنترال بارك تاور، الأعلى في العالم بارتفاع 472 مترا. وسيكون مبنى "برج التجارة العالمي 1"، الذي تم تشييده مكان برجي مركز التجارة العالمي اللذين دمرا في هجمات الـ11 من أيلول (سبتمبر) 2001 أعلى قليلا بفضل نهايته العلوية.
ويمكن أن تصل المباني إلى مثل هذه الارتفاعات جزئيا لأن عديدا من طوابقها شاغرة، حيث إن نحو 25 في المائة من الطوابق في "432 بارك أفينيو" غير صالحة للسكن، والوضع مشابه في "سنترال بارك".
وتقول شركات البناء إن هذه المساحة مطلوبة من أجل توفير أماكن للمعدات الميكانيكية لتشغيل المصاعد أو أنظمة التهوية، كما أنه من المناسب في نيويورك ألا يجرى حساب مثل هذه الطوابق في الارتفاع الرسمي للمبنى. كما تلعب المساحة الصغيرة التي يقام عليها المبنى أيضا دورا رئيسا، حيث إن شركات البناء في نيويورك تواجه قيودا عندما يتعلق الأمر بالمساحة الكلية، التي يمكن أن تقام عليها المباني، محسوبة بالمتر المربع. ويمكن زيادة المساحة عن طريق شراء أمتار مربعة "فائضة" من العقارات المجاورة.
ولكن الحنق قد أصاب الكثير من سكان نيويورك بسبب تقارير مفادها أنه يتم بيع الشقق للأجانب من كبار الأثرياء بغرض الاستثمار، وهي مغلقة وتُستخدم خلال معظم العام رغم نقص الوحدات السكنية في المدينة.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- عالمية