Author

الملك .. والمهام الريادية للإعلام السعودي

|


بالأمس، تشرف الإعلام، وزارة وهيئات ومجالس إدارات ورؤساء وكتاب صحف، باستقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لهم في قصر السلام في جدة. ويأتي هذا اللقاء ضمن إطارين مهمين، الأول: نهج العلاقة بين القائد والشعب، التي يحرص خادم الحرمين الشريفين على تعزيزها من خلال استقبال شرائح المجتمع ومكوناته ومحركاته كافة. والإعلام أهم عناصر الموارد البشرية في المملكة، يستحق اهتمام خادم الحرمين الشريفين، وتبرز هذه الأهمية من خلال فهمنا العميق لتوجيهاته حول الإعلام ودوره.
فمن توجيهات الملك سلمان، خلال لقائه أسرة صناعة الإعلام، أهمية دوره في إبراز المكانة اللائقة للمملكة ودورها الريادي بوصفها بلد الحرمين الشريفين ومهبط الرسالة. فهذه الرسالة الواضحة هي التي بنيت عليها المملكة، وبني عليها توحيد القلوب ولم الشمل، ولذلك فهي مركز الثقل الاجتماعي الذي يهدف أعداء هذه البلاد إلى زحزحته، أملا في تشتيت فكر الشباب وعدم فهمهم لمكونات المجتمع ومصادر توحده وقوة عزيمته. المملكة هي مهبط الرسالة التي نزلت على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - أعلاها "لا إله إلا الله"، وأدناها "إماطة الأذى عن الطريق". نزلت في أرض الحرمين الشريفين، مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكلتاهما تحت الحكم السعودي، والإشراف عليهما شرف تنازعنا عليه الناس. هنا يأتي دور الإعلام الأبرز لترسيخ هذه المفاهيم في الأجيال الحالية والقادمة، وألا تنازل عن حقنا في خدمة الحرمين الشريفين، اللذين وهبهما الله لهذه الأرض. لن نسمح حتى بالإشارة إلى ذلك، وعلى كتاب الرأي وأهل النظر وأصحاب التأثير رسم منهج منتظم لهذه المسألة، تحقيقا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين.
ومن توجيهاته، إبراز دور المملكة وما تقدمه من خدمات وتسهيلات لحجاج ومعتمري بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله - صلى الله عليه وسلم. وهذه المسألة؛ امتداد لشرع الله في خدمة ضيوفه، وشرف كبير منحنا الله إياه، والدولة - حفظها الله - تقوم بواجبها على أتم وجه، فالمنشآت والتوسعات الضخمة التي تمت في مناطق المشاعر المقدسة والمليارات التي وضعت، ما كانت لتنفذ لو تمت دراستها بمنظور اقتصادي يهتم بتعظيم العوائد، فهذه المشاريع بكل ما فيها من خدمات واستثمارات لن تستخدم سوى أيام معدودة على أصابع اليد الواحدة طوال العام، لكن لو تم قياسها من باب شرف خدمة الحجاج وطاعة الرحمن وشكر نعمه، فإن عوائدها على المملكة لا تقدر بثمن. هنا يحتاج الإعلام وأهله إلى القيام بواجباتهم تجاه إبراز كل جهد تبذله المملكة من أجل خدمة الحجيج، وليس في هذا منة أو مباهاة، لكن لقطع طريق أهل الفتنة الذين لم يهدأ لهم بال منذ ضم الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - مكة لتسهيل وصول الحجاج إليها، وقضى حينها على مظاهر التكسب من الحجاج بغير حق، واستغلال حقهم في الوصول إلى المشاعر، لهذا لم يفتأ الحاسدون في كيل أصناف التهم، وكل عام ومنذ ظهور هلال أشهر الحج الحرم، وإعلام الفتن ينتهز الفرصة، لكن الإعلام السعودي كان دائما بالمرصاد. مع ذلك تطورت الأساليب والطرق الإعلامية للإعلام السعودي وأصبح متماشيا ومواكبا لهذا التوجيه.
ومن توجيهات خادم الحرمين الشريفين، أيضا للإعلاميين، أن يبذلوا جهدا أكبر في نقل رسالة المملكة وجهودها وإسهاماتها البناءة في مختلف المجالات، إقليميا ودوليا. هنا نلاحظ أن الملك سلمان لم يطلب أن ندافع عن المملكة بقدر ما وجه بإبراز الجهود التي تقدمها السعودية من إنجاز وتنفيذ مشاريع، وأخبار تتسم بالإنجازات الكبرى. وقد أدرك خادم الحرمين الشريفين هذه المسألة، لهذا طالب بالتركيز على الإنجازات، لأنها خير رد على كل مشكك. والحمد الله، فإن إنجازات المملكة أكبر بكثير مما قد يحيط الإعلام بكل تفاصيله. وهذا يظهر من توجيهات الملك سلمان في يوم إعلام، حفظها الجميع عن ظهر قلب، وسيكون لها أثر بارز في زيادة النشاط الإعلامي وتغطية إنجازات المجتمع.

إنشرها