Author

ممارسات لتقليل هدر الماء

|


يواجه قطاع الطاقة في المملكة عديدا من التحديات، يأتي في مقدمتها الزيادة المطردة في الاستهلاك، وتشير الإحصاءات والدراسات الحديثة إلى معدلات مرتفعة محليا لاستهلاك الطاقة، ومن المتوقع أن يتجاوز ذروة الطلب على الكهرباء بوتيرته الحالية 120 جيجاواط، وتصل تحلية المياه إلى سبعة ملايين متر مكعب يوميا بحلول عام 2030.
إن الاهتمام بالمحافظة على البيئة يستلزم تقييم حجم الموارد المائية التي نستهلكها نحن والعائلة ولا بد من البحث المستمر عن طرق لتقليل هدر الماء. وفي هذا الإطار، أصبح من السهل جدا تزويد المنزل بتجهيزات بسيطة صديقة للبيئة ويمكن أن يكون لها تأثير كبير في مثل هذه الأهداف.
هناك بعض البرامج التي تهدف إلى الحد من تكاليف المياه، وتقوم بتوفير معلومات حول التركيبات الأكثر كفاءة في استخدام المياه لأي منزل. وعند شراء أي جهاز يتعلق بإمدادات المياه ينبغي البحث عن ملصق يشير إلى أن هذا الجهاز قد استوفى القيود الصارمة المعتمدة من قبل مرفق اختبار مستقل حتى تحصل على أفضل سبل توفير للمياه بأقل تكلفة.
ومن النصائح التي تتعلق بسبل الحد من التكلفة في المنازل الصديقة للبيئة اللجوء إلى تجهيزات مخصصة للصنابير. ولا شك أن الصنابير في الحمام والمطبخ توفر مصدر مياه مريحا لغسل الأيدي وتنظيف الأسنان والأطباق. وبسبب تدفق كميات كبيرة من المياه من هذه الصنابير، فإن معظم المياه التي نتحمل تكلفتها تذهب إلى أنابيب الصرف. وللحد من هذه التكلفة يمكن تزويد الصنابير برؤوس هوائية ترتكز فكرة عملها على دفع الهواء مع المياه في الأنابيب، ما يوفر ضغطا جيدا للمياه ويقلل كمية المياه المستهلكة. وعند شراء هذه الرؤوس الهوائية ينبغي البحث عن نموذج معتمد من البرامج المتخصصة ثم استبدال رؤوس الصنابير التي بدأت في التسريب أو حسبما تسمح به ميزانية المنزل.
وتكون جهود تقليل الهدر أكثر أهمية حين نرى ازديادا كبيرا في كمية المياه المهدرة خلال عملية الوضوء. وهناك أفكار كثيرة في هذا الصدد ومنها "المد" وهي فكرة مبتكرة مستوحاة من الهدي النبوي. والمد هو تصميم جديد لحنفية تعطي المتوضئ كمية من الماء مكافئة لما ورد في السيرة لكمية مد وضوء النبي صلى الله عليه وسلم وهي ملء اليدين من الماء وتراوح بين 400 و700 مللتر. وبهذه الطريقة يتم توفير ملايين الأمتار المكعبة من المياه التي تهدر سنويا بسبب الإسراف في الوضوء. حيث تشير بعض الدراسات إلى أن معدل استهلاك الفرد للماء في الوضوء يراوح بين خمسة وعشرة لترات بينما يقوم المد بتوفير تسعة أعشار هذه الكمية. حتى يمكن توفير هذه الكمية من خلال الصنبور كان لا بد من دمج التصميم بمستشعرات بنزول الماء خلال وضوء الشخص الواحد مع وجود مؤشر على كمية الماء المتبقية للوضوء قبل أن يتوقف الماء عن النزول. كما أن الشركة المصممة لهذه الفكرة لم تغفل الناحية الجمالية للحنفية فهي تتميز بتصميم مستوحى من تصميم المآذن.
أما بالنسبة للمراحيض الاعتيادية التي تعد المسؤول الأول عن معظم هدر المياه في المنازل العادية، فمن الممكن استبدالها بنماذج التدفق المنخفض للحد من هدر المياه وتحقيق وفورات كبيرة. حيث تتيح نماذج التدفق المنخفض خيارين للتنظيف، أحدهما للنفايات الصلبة والآخر للنفايات السائلة التي تستخدم نحو ثلث كمية المياه. وبحسابات بسيطة نجد أنها ستوفر 25 إلى 33 في المائة من تدفقات المياه في المرحاض وحده. وإذا كان التدفق القياسي يتطلب نحو ثلاثة جالونات، فهذا يعني أننا نتحدث عن وفورات كبيرة.
وهناك أيضا رؤوس الدش منخفضة التدفق التي تعمل بالكفاءة ذاتها للتركيبات العادية الأخرى. وإضافة إلى تصميم الرؤوس الهوائية المذكور أعلاه، هناك خيارات أخرى للحد من تدفقات المياه في دش الصباح، مثل رؤوس الدش ذات التدفق الرقائقي التي تسمح بتدفق قطرات الماء الفردية من خلال الثقوب ما يقلل الحجم الكلي للمياه المتدفقة. وهناك رؤوس الدش الأخرى التي تستخدم أداة تقييد التدفق، التي تسمح بالتحكم في تدفقات المياه حسب الرغبة. وأيا كان الأسلوب المختار، ينبغي دوما البحث عن رأس دش بمعدل تدفق أقل من 2.5 جالون في الدقيقة ومعتمد من قبل البرامج المتخصصة.
أما أحواض الاستحمام في هذا الإطار فهي سيئة السمعة لأنها تتطلب كمية وفيرة من الماء. حيث يبلغ حجم المياه اللازمة لملء حوض استحمام والتمتع بالماء الساخن نحو 30 إلى 50 جالونا. هذا بينما يستهلك الدش ذو الرأس الاعتيادي نحو عشرة جالونات كل أربع دقائق، لذا فإن حساب وقت الاستحمام سيساعد على تقييم أفضل السبل لتوفير المياه. بالنسبة لمن يتمتعون بالدقة فإن استغراق أقل من عشر دقائق في الاستحمام ربما يكون أفضل السبل، خاصة لمن يستخدمون رأس دش موفرا للمياه. حتى أولئك الذين لا تقل فترة استحمامهم عن 20 دقيقة، فلن يتحملوا تكلفة عالية بعد الآن.
وخلاصة القول ما تعلمناه من ديننا بعدم الإسراف في الماء ولو كنت على نهر جار.

إنشرها