Author

الحكم على النوايا

|

لاحظت حالتين من تصوير المشاهير لما يمر بهم من أحداث. حالتان لا يمكن أن تعبرا دون تعليق عليهما، واحدة منهما لم تتجاوز مجموعة من مجموعات الـ"واتساب", تلك أثارت سخطا من موضوع الصورة ومطالبة شديدة بالاعتذار من المصور الذي أكد أنه لم يكن له هدف سوى ضمان تفاعل المستقبلين مع المشكلة الصحية التي واجهها صاحبهم.
انتشرت الأخرى بشكل كبير في مواقع التواصل وكانت لمسؤول دخل المستشفى في حالة صحية حرجة، وكان الشخص الذي وزع الصورة يطلب ممن يشاهدها أن يدعو للمريض بالسلامة العاجلة.
لا يمكن أن يحكم أحد على نيات الأشخاص، وهذا أمر مفروغ منه، لكن استقبال الموضوع من قبل كم غير قليل من الناس واحتمال ارتباطه بأثر نفسي في أقارب الشخص ومن يعرفهم، بل حتى في عدم رغبة الأسرة في دخول الآخرين خصوصياتهم، كلها أمور تؤثر في ردة الفعل لدى من يكون ضحية لتصرف غير مسؤول بغض النظر عن مصدره.
هذا يؤكد مجموعة أمور أهمها، إيجاد الثقافة المهمة الأساس التي تبنى على احترام الخصوصية وعدم النقل عن الآخرين مهما كان نوع النقل. فلكل حالة واقعها وأثرها الذي لا يمكن للمصور أو الناشر أن يتفهمه، وهذا ما بنيت عليه قضايا في محاكم أغلب دول العالم، وهو من المؤثرات التي تنتشر اعتمادا على حجم وشهرة من يتم النقل عنهم.
يأتي في المسار نفسه الاهتمام من قبل كل المكونات التي تتعامل مع حالات شخصية ومن أهمها المحاكم والشرط والمستشفيات بالتنبيه من المخاطر القانونية التي تلازم نشر أي معلومة عن أي شخص أو محاولة النشر التي يمكن أن تفضي إلى تأزيم بين الجهة التي تحدث فيها الحالة وأصحاب العلاقة، وهذا يجعل الخطر يطال المؤسسات الطبية والقضائية والشرطية إن فعل موظفوها ذلك الفعل أو لم توضح هذه المخاطر لكل من يدخل مقارها.
هذا يتطلب إيجاد وسيلة لتوعية كل من يعمل في المكان، بل حتى كتابة تعهدات عليهم بعدم نشر أي صور أو مقاطع أو معلومات تنتهك خصوصية المستفيدين من خدمات القطاع. كما يستدعي وضع لوحات تنبيهية في المداخل والمخارج تؤكد احترام الخصوصية واحتمالية المقاضاة لكل من ينتهكها من الموظفين أو المراجعين، لأن الملاحظ أن كثيرا من المراجعين يحملون أجهزتهم الذكية معهم وبعضهم قد لا يقدر أهمية احترام الخصوصية المطلوب.

إنشرها