Author

الليلة بـ ٣٥ ألف دولار

|

كتبت سابقا عن الطيران والخوف من الطيران وما يرتبط بذلك الخوف من استخدام الأدوية ومحاولات التسهيل التي لا تخلو من أخطار صحية لاحقة. وبعد أن كتبت لاحظت أن هناك كثيرا من عمليات الترويج للسفر بالطيران، حتى داخل المدن, حيث أعلنت شركة أوبر أنها ستوفر رحلات طيران داخل المدن كوسيلة لكسر تأثير الازدحام المروري في خدماتها التي تنطلق بداية في نيويورك. حيث ستوفر الشركة طائرات عمودية لإيصال الركاب بين مطار جون كينيدي وجنوب مانهاتن.

التاكسي الطائر الذي كان عبارة عن وسيلة كوميدية في الأفلام القديمة أصبح واقعا اليوم، وهذا من أهم مؤشرات الانتقال للسفر الجوي داخل المدن، وتلكم بداية في اعتقادي لعملية قد تجتاح العالم خلال مدة لا تتجاوز عشر سنوات، فهناك كثير من المدن التي تتجاوز الأزمات المرورية فيها ما تعانيه نيويورك، وهناك الحماس منقطع النظير باتجاه تبني كل جديد من قبل كل من يعيشون على هذا الكوكب.


التحدي الجديد أعلنته وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، ويتلخص في تنظيم رحلات للمحطة الفضائية الدولية بتكلفة ٣٥ ألف دولار لليلة الواحدة. الحالة هنا لها علاقة ببقاء الوكالة، وتؤشر على إمكانية تحقيق رحلات لمناطق أبعد في الفضاء, وهي تلك التي روج لها أحد مكاتب السياحة في أستراليا قبل سنوات وهو ما يزال يقدم الحجوزات للرحلات الفضائية.


إنما بعيدا عن التوقعات ومراقبة مستجدات علوم الطيران، تبقى هذه القضية في المقدمة لفترة قادمة، وسيكون السفر بالطائرات ومتابعة ما يستجد فيها من الأمور ذات الأهمية بالنسبة للأجيال المقبلة.

أعتقد أنه في مرحلة ما يمكن القول إن فوبيا الطيران ستختفي للأبد لدى كثير ممن يعانونها اليوم، وسيحل محلها فوبيا الفضاء وتلكم تحتاج لمختصين جدد ومفاهيم مختلفة للتعامل معها. سيعاني كثيرون تلك الفوبيا، لكن الواقع سيعيدهم أدراجهم عندما يعلمون أن مدخراتهم لن تسمح لهم باستخدام هذه الوسيلة الجديدة للوصول لأي مكان في الكون ولعلنا نرجع للقرية لإعادة اكتشاف ما تراكم على تراثها وحياتها من الرمال، وتنتهي موضة المطاردة المستمرة لمستجدات العلم والفضاء والطيران وهو مفهوم اكتشف ميزاته عدد كبير ممن وصلوا إلى مراحل علمية متقدمة.

إنشرها