Author

الخوف من الطيران

|

 

يأتي الحديث في الموضوع، متزامنا مع الصيف وهو فترة الإجازات الأهم لدى السعوديين. انتشار فوبيا الخوف من الطيران في السنوات الأخيرة يتزامن مع انخفاض منطقي لحوادث الطيران، وهو بهذا قد لا يكون مرتبطا بالتطور الحاصل في تقنية الطيران والتقارب غير المسبوق بين الناس.
أعرف في عائلتي ومن أصدقائي من عانوا هذه الإشكالية لفترات مؤقتة ثم تجاوزوها، وآخرون لا تزال فكرة الطيران في أذهانهم خطيرة إلى اليوم، وقد تزيد أو تختفي لأي سبب. بعضهم تضطرهم ظروف معينة لاستخدام الطائرة فيخرجون من هذه الأزمة. من لا يستطيع أن يخرج يلجأ عادة لاستخدام المهدئات، التي تحذر منها كل الهيئات الصحية باعتبارها أدوية تغير المزاج، وتؤثر تدريجيا على صحة المستخدم.
تأتي التحذيرات في هذه الأيام، وكأنها مساحات إعلانية لشركات الطيران، لكنها في واقعها تأكيد لأكثر وسيلة سفر أمنا على الإطلاق. نسبة حوادث الطيران لا تكاد تذكر، مقارنة بالكم الهائل من عمليات التنقل بالجو في أغلب أرجاء الكرة الأرضية، بل إن المستقبل يبشر بانتشار هذه الوسيلة، وهناك من يحجزون مقاعد على رحلات فضائية - الله وحده يعلم متى تبدأ، فكلها مع التطور الهائل قد تظهر في أي لحظة، بل سمعت أن التوجه لإطلاق رحلة سيبدأ العام المقبل كسابقاتها من رحلات فضائية، تعطي الانطباع بأن الأحلام قد تتحقق في أي وقت. الإشكالية عند محاربي الطيران قد تحولهم إلى كائنات غير قابلة للعيش في المستقبل المعتمد على الحركة في الجو، سواء كانت طويلة المدى أم ضمن حدود المدن، وذلكم واقع تسهم في تسريع حلوله إشكالات المرور، التي تعانيها أغلب دول العالم.
الهدف من كتابتي هنا ليس إنهاء العقدة بمقال، وإنما لتجهيز الفكر المعارض للطيران كوسيلة أساس للسفر للقادم من التطور، الذي يستدعي أن يعملوا على حلول لما يعانونه من فوبيا، ولكن بعيدا عن الأدوية والجلسات النفسية، التي لا طائل وراءها، على أن استخدام المهدئات أو المساعدات على النوم قد تحرم المسافر من الاستمتاع بما تحاول شركات الطيران جذبه إليه من خدمات وعروض ترفيه داخل الطائرة، وهذا مجال منافسة واسع ومهم مع دخول تقنيات التواصل في أغلب طائرات الرحلات الدولية في البدايات والداخلية اليوم.

إنشرها