Author

«مجموعة العشرين» .. نادي الأقوياء

|


"مجموعة العشرين" هي ناد للأقوياء، والسعودية منهم، وتأثير السعودية ليس نفطا فقط، كما يحلو للبعض أن يسطح الأمر، باعتبار أن النفط هو ما أهل السعودية لدخول نادي الأقوياء! فالنفط ــ وعلى الرغم من أهميته الكبيرة لنا ــ إلا أنه ملمح من المشهد، ولعل من الوثائق التي أبرزت تلك الملامح بجزالة وعمق المرتكزات الثلاثة لـ"رؤية المملكة 2030"، وفضلا عن ثروتها النفطية، تتمتع المملكة بحزمة من المزايا النسبية غير خافية، وفوق كل ذلك ميزة مطلقة لا يجاريها فيها أحد وهي الثروة الأهم والشرف الأتم، وهي احتضان المملكة للبقعتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، إضافة إلى ما سعت السعودية لبنائه من رأسمال سياسي على مدى قرن من الزمن بالسعي حثيثا لبناء أوثق التحالفات والعلاقات مع دول العالم، والاستثمار دونما كلل في شبكة علاقات عالمية واسعة، وفي هذا الجانب تحديدا، يبرز تأثير المملكة في دوائرها الخليجية والعربية والإسلامية، وفي المحصلة، حظيت السعودية بتأثير وازن في كل مجال ومحفل؛ وهذا لا يعني أبدا أن ليس للسعودية أعداء ومناوئون، ولا أن طريقها منذ التأسيس كان ممهدا وسهلا ميسورا، بل إن التحديات والعوائق لم تنقطع يوما، ولم ينقطع يوما إصرار السعودية على التقدم، فذلك هو الطريق الوحيد لتقوية الذات والنهوض للمخاطر وردع الأعداء، في السلم وفي الحروب التي فرضت على السعودية فرضا، رغم عناد العوائق وصلابة التحديات إلا أن محصلة الخط البياني هي الصعود. هذه المحصلة هي التي جلبت عضوية "مجموعة العشرين" للسعودية جلبا، فثمة دول تملك احتياطيات نفط أعلى من السعودية، وتعداد سكانها أكثر، ورقعتها أوسع، والماء فيها وفير، وتربتها زراعية، وموقعها استراتيجي، ومع كل ذلك لم تتأهل لعضوية نادي الأقوياء. هناك من لا يريد أن يدرك ــ جهلا أو تجاهلا ــ أن ما صنعه السعوديون هو ما جلب لهم المكاسب، النفط هبة من الله لا شك، وهدية هائلة تستحق الشكر وحسن التدبير، وقد أديرت هذه الثروة فأصبحنا نمتلك أثمن شركة نفط في المعمورة؛ تحول إلى مشتقات نحو نصف ما تنتج من خام، وهي لا تكتفي بتصديره خاما بل تستودعه لشبكة محلية وعالمية من الشراكات الصناعية لتوليد مزيد من القيمة بتكريره وتحويله لكيماويات، والسعودية تملك إحدى أكثر شركات البتروكيماويات نموا. وعلى الرغم من البداية المتواضعة لاقتصادنا، إلا أن عقود الزمن لم تطو دون طائل، فالتطور من حيث توليد قيمة شمل القطاعات كافة دونما استثناء من زراعة وصناعة تحويلية غير نفطية وخدمات مالية وتجارة جملة وتجزئة وخدمات اجتماعية وشخصية من صحة وتعليم. "يتبع"

إنشرها