default Author

الطريق إلى الهاوية

|

آلام تنتابك، مغص، صداع يفتك برأسك، حزن، شعور بالعزلة، خفقان تشعر أن قلبك سيخرج من مكانه، وعرقك يتصبب، تحاول النوم فلا تستطيع، قد تنتابك كل هذه الأعراض أو بعضها لا تعرف ما بك، ولا تعرف أن السبب فيما حدث لك هو أنت!
كيف تكون أنت عدو نفسك؟ وفي الوقت نفسه تبحث عن حلول!
هل عرفت مما تعاني أنه القلق حين تتوقع الأسوأ دائما أو ما لن يحدث والتقليل من ذاتك. هي أوهام تعشش في رأسك تخترقه وتكاد تقضي عليه!
واحد من كل 14 شخصا يعاني اضطراب القلق، ويتم إنفاق 42 مليار دولار لعلاج هذه المشكلة، ما تشعر به من إحباط وفشل في الدراسة والزواج أو بعدم جدوى وجودك وقلة أهميتك يحدث بسبب القلق. إنه يجعل من الصعب التركيز أو التمسك بوظيفة، يحاول المصاب به إخفاء هذا الشعور على اعتباره نقطة ضعف في حياته، ما يجعل من الصعب التعامل معه وعلاجه.
المشكلة أن كثيرا من الناس لا يعلم ما هو القلق، ويحتارون هل ما يعانونه هو من صميم شخصيتهم أم هو إحساس طبيعي لدى الجميع أم مرض اعتراهم؟!
لذا من الضروري التفريق بين القلق الطبيعي واضطرابات القلق. القلق الطبيعي هو إحساس نشعر به جميعا عندما نكون في مواقف عصيبة أو خطرة. مثلا لو لحق بك كلب- أعزكم الله- في الشارع ستقلق وتحاول الهرب أو لو كنت تقود سيارتك، وظهرت أمامك شاحنة فجأة ستحاول تفاديها أو لو كان لديك اجتماع ولم تستطع النوم، ما دفعك للسهر والإعداد له. هذا النوع من القلق مفيد، لأنه يحميك ويجعلك تتخذ القرار الصح للتخلص من الموقف. ولكن عندما تصل حالات القلق إلى أقصاها وتظهر في مواقف لا تشكل أصلا تهديدا حقيقيا، عندها قد تكون مصابا باضطراب القلق، الذي يجعل الشخص يقلق بشدة وباستمرار على كل أمر يحدث في حياته مهما كان صغيرا أو تافها!
والحل ليس في حبة دواء، بل في التحكم بهذا الشعور ومحاولة التكيف معه بثلاثة أمور أولها: أن تشعر بأهميتك، وأنك تملك زمام أمور حياتك، وتسيطر عليها بتغلبك على تأجيل مهامك وإضاعة وقتك في التسويف دون أن تفعل شيئا حقيقيا أو البحث عن الكمال أي تفكر أكثر مما تفعل، ثانيها: سامحوا أنفسكم لا تشعروها بالذنب، تعاطف مع ذاتك، وثالثها: ساعد الآخرين مهما كان نوع مساعدتك. شعورك بأهميتك في حياة الآخرين هو حياة لك، وقد يكون ذلك بالأعمال التطوعية أو بنشر العلم، الذي لديك أو حتى بابتسامتك في وجه الآخر!

إنشرها