أخبار اقتصادية- محلية

ولي العهد في كوريا .. قائد طموح تستقبله سيئول المتعطشة للرؤى الاقتصادية

ولي العهد في كوريا .. قائد طموح تستقبله سيئول المتعطشة للرؤى الاقتصادية

سيئول الممتنة منذ وقت ليس بالبعيد في سبعينيات القرن الماضي لمساعدات السعودية الإنسانية، تعيش اليوم وهي تستقبل ضيفها الكبير، طفرة تكنولوجية واقتصادية غير مسبوقة. وكانت المسافة بين وقفة السعودية تلك الأيام وحفاوة استقبال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ليست إلا أعواما من المحبة والترابط بين الدولتين الصديقتين. فيما تأتي "رؤية السعودية 2030" لتتوج هذه العلاقة الإنسانية بمبادرات عملية وجدت في طموح البلدين وتطلعهما إلى النجاح والتفوق، فرصة جامعة وحافزا إضافيا إلى العمل سويا نحو نجاحات اقتصادية وتكنولوجية على جميع المستويات.
إذ لطالما استسلم الشرق لدور الضحية أمام تفوق الغرب. عقود طويلة من الاستعمار القمعي، وأخرى من التبعية الاستهلاكية، بعد أن كان الشرق لأزمان مصدرا للخيرات والحضارات. لكن هذا الشرق ومنذ أعوام ليست قليلة، بدأ يأخذ بزمام المبادرة من أقصى شرق النمور إلى عمق جزيرة العرب التي تعيش بدورها رؤية غير مسبوقة "2030"، بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
قائد طموح، تستقبله سيئول المتعطشة للرؤى الاقتصادية، والفرص الاستثمارية، بحفاوة بالغة ومراسم كاملة، تنم عن ثقة متزايدة، نابعة مما أنجزه بالأرقام منذ إطلاقه "الرؤية السعودية"، حتى اللحظة التي يجدد فيها العهد والوعد بمزيد من التفاهمات المشتركة والعقود المبرمة.
سيئول، ثم "قمة العشرين" التي يجتمع فيها قادة العالم اقتصاديا وسياسيا، دول محورية في نهضة العالم وديمومة تنميته واكتفائه. بينما الرسالة السعودية المدوية لشركائها، كما خصومها المحتملين، تأتي على لسان ولي عهدها مرارا وتكرارا وبكل وضوح: "نحن لا نبيع النفط، بل نستثمر فيه".
ليؤكد عراب "الرؤية السعودية" أن علاقة المملكة بالعالم عموما، وبالشرق الجديد تحديدا، ورهانها على نهضته مجددا، ليست محض علاقة استهلاكية، بل تكاملات إنتاجية تنموية واستثمارية، بدأت جميع الأطراف قطف ثمارها، خلال السنوات الثلاث الفائتة، فرص عمل وعقود تطوير وصناعة، برسم المنجز، لا بوهم المحتمل والمؤمل.
والسعودية بمنطق رؤيتها المتجددة، لا تنتظر الفرص داخل حدودها فقط، بل تسعى إليها حيث وجدت. وهو ما تعمل عليه فعليا شركتها الأضخم "أرامكو" بإنشاء مصاف عملاقة خارج الحدود السعودية، آخرها ما تم تدشينه في كوريا. وهذا نفسه بات يعطي المملكة زخما اقتصاديا متزايدا يضاف إلى ثقلها السياسي والحضاري بوصفها أساسا دولة سلم وسلام وقبلة أكثر من مليار مسلم حول العالم.
كثيرة هي المزايا الثقافية والاجتماعية التي يعول عليها وتضاف أيضا إلى قوة المملكة النفطية، ما يجعلها لاعبا مهما ومؤثرا في عودة الشرقين الأقصى والأوسط إلى سابق عهودهما القيادية والحضارية، وصولا إلى شرق جديد ينافس أوروبا، بل يتفوق عليها مصداقا لـ"رؤية" ولي العهد وتطلعاته.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية- محلية