Author

هل البطاريات الخضراء حقيقة؟

|


إن البطاريات "الخضراء" أو "الصديقة للبيئة" موجودة منذ فترة، لكن أغلبية الناس لم تأخذها على محمل الجد لسبب وجيه وهو التساؤل حول: هل يمكن حقا صنع بطارية صديقة للبيئة؟
دعونا نستكشف هذا الأمر. لو أننا قمنا بالبحث عن كلمات رئيسة مثل "البطاريات الخضراء" أو "البطاريات الصديقة للبيئة" فلن نحصل على كثير من المعلومات الفعلية، بل كثير من المعلومات عن الشركات التي تحاول بيع البطاريات.
على سبيل المثال تزعم شركة فوجي أن بطارياتها الصديقة للبيئة لا تحتوي على أي عناصر ضارة وتتم تعبئتها باستخدام مواد معاد تدويرها وهي تدوم لفترات أطول وتولد طاقة أكبر ويمكن التخلص منها في معظم مدافن النفايات.
وتزعم الدعايات أن هذه البطاريات لا تحتوي على الرصاص أو الزئبق أو الكادميوم. ولا شك أن هذا أمر عظيم. وبحسب بعض المواقع الإلكترونية فإن الشركة تستخدم مواد معاد تدويرها لأغراض التعبئة، ويمكن أن تحل إحدى بطاريات الشركة القابلة لإعادة الشحن محل ألف بطارية قلوية أحادية الاستعمال.
أما المعلومات الأكثر إفادة فهي موجودة على موقع يطلق عليه "البطاريات الخضراء"، وهو يبيع البطاريات أيضا. ويقدم هذا الموقع نصائح حول كيفية اختيار البطارية الصحيحة وطرق التخلص بشكل صحيح من البطاريات غير الخضراء وسبل تشجيع الاستخدام المسؤول للبطاريات. على سبيل المثال يوضح الموقع أنه بالنسبة لمعظم الأجهزة الإلكترونية من الأفضل استخدام بطاريات النيكل هيدريد المعدنية وليس بطاريات النيكل كادميوم، وذلك لأن الكادميوم معدن ثقيل شديد السمية ويمكن أن يلحق الضرر بالبيئة إذا لم يتم التخلص منه بشكل صحيح، ومن ثم تجب إعادة تدوير هذه البطاريات وعدم التخلص منها.
المعلومة السابقة يجهلها كثير من الناس، وهناك أيضا المعلومات المتضاربة عن المفاضلة بين البطاريات القابلة لإعادة الشحن والبطاريات غير القابلة لإعادة الشحن. إن إعادة الشحن تعني بوضوح أنه يمكنك استخدام بطارية واحدة لفترة أطول من الوقت وبالتالي تقليل الفاقد، ولكن ألا تعد المواد الكيميائية المستخدمة في البطاريات القابلة لإعادة الشحن أكثر سمية؟ الإجابة نعم. ولكن طالما أنه تتم إعادة تدوير هذه البطاريات بشكل صحيح فقد تتحول الأمور إلى الأفضل.
ومن المعلومات الأخرى التي يقدمها الموقع أن بطاريات الليثيوم أيون يمكن أن تكون أصغر حجما أو أخف وزنا، وهي تحتوي على جهد أعلى وتحتفظ بالشحنة لمدة أطول من الأنواع الأخرى من البطاريات القابلة لإعادة الشحن. ومن ثم عند شراء بطاريات قابلة لإعادة الشحن يستحسن شراء بطارية الليثيوم أيون لأن حاجتها إلى الشحن أقل، ولأنها ترشد استخدام الكهرباء، ويمكنها أن تحل محل عديد من البطاريات أحادية الاستعمال.
وبطاريات الليثيوم أيون ــ مثل جميع البطاريات القابلة لإعادة الشحن ــ قابلة لإعادة التدوير وتجب إعادة تدويرها، كما يجب عدم حرقها لأنها قد تنفجر. ومعظم المتاجر التي تبيع البطاريات القابلة لإعادة الشحن ستقبل تسلمها لإعادة تدويرها.
وبالتالي فإن الخلاصة هي أنه ينبغي إعادة تدوير جميع البطاريات، خاصة إذا كانت قابلة للشحن. وهناك دراسة قديمة ولكنها تقدم معلومات وثيقة الصلة جدا ومثيرة للاهتمام حول فوائد البطاريات القابلة لإعادة الشحن. ووفقا لهذه الدراسة التي أجرتها شركة يونيروس في عام 2007، فإن البطاريات القابلة لإعادة الشحن تتمتع بعديد من المزايا مقارنة بالبطاريات أحادية الاستعمال مثل انخفاض التأثير المحتمل في الموارد الطبيعية غير المتجددة بمقدار 23 مرة، وانخفاض التأثير المحتمل في ظاهرة الاحتباس الحراري بمقدار 28 مرة، وانخفاض التأثير في تلوث الهواء وتلوث الأوزون بمقدار 30 مرة، وانخفاض التأثير في تحمض الهواء بمقدار تسع مرات، وانخفاض التأثير في تلوث المياه بمقدار 12 مرة. وهذه الإحصائيات لا تزال كما هي على الموقع إلى اليوم.
وترى إدارة الحفاظ على البيئة في ولاية نيويورك أنه ليس هناك داع إلى إعادة تدوير البطاريات القلوية أو بطاريات الزنك الكربوني العادية أحادية الاستعمال لأنها الآن لا تحتوي على قدر كبير من الزئبق أو لا تحتوي على أي زئبق مطلقا. لكن قد تكون استنتاجات موقع البطاريات الخضراء هي الأصح التي تفيد بأن بطاريات الليثيوم أيون القابلة لإعادة شحن هي أفضل رهان، حيث تستمر لفترة أطول، وطالما أنه تتم إعادة تدويرها بشكل صحيح سيكون كل شيء على ما يرام.
والآن يمكننا الإجابة عن السؤال الذي ذكر في صدر المقال: هل يمكن حقا صنع بطارية صديقة للبيئة؟ أعتقد أن الإجابة هي نعم إلى حد ما.
يمكن للمنتج أن يجعل البطاريات خالية من المواد الكيميائية الضارة، وأن يقدم منتجا عالي الجودة يدوم لفترة طويلة، وأن يستخدم المواد المعاد تدويرها ليقلل مواد التعبئة، وأن يوفر موارد ومعلومات جيدة لخطوات إعادة التدوير المناسبة.

إنشرها