Author

الكلمات الحلوة

|


زاملت قبل عدة سنوات شخصا مأهولا بالكلمات الحلوة، رغم أنه لا يعمل معي ولا مع زملائي في القسم نفسه، لكن فور أن يشاهدنا يوزع علينا الكلمات اللطيفة، عندما يمر بجوارنا نترقب إطراءه كطفل ينتظر عيدية. كان يمتدح عملنا والمشاريع التي نتولاها بسخاء، يشعرنا أننا الأفضل على الإطلاق. أتذكر كيف كان يتحدث عن موقع إلكتروني أشرفنا عليه، قائلا: "لا أود الخروج منه، كلما تصفحته مكثت فيه، اهتمامكم بالتفاصيل يجعلني أفخر بأنني أنتمي إلى صرح تعملون فيه".
لسنا وحدنا بلا شك، الجميع كان يفوز بـ"عيديات" أحمد اليومية وكلماته التي تشبه المقبلات التي تعدك ليوم شهي، فقد كان يمطر زملاء لنا في قسم آخر بكلمات لا تقل حلاوة ولذة من التي نلتهمها في أطباق حضوره. يبعث دائما للزملاء في فريق الإنتاج إشادات وفيرة جراء الفيديوهات التي يعدونها، يكتب لهم ويشاركوننا إياها بنشوة. أرسل مرة رسالة تعليقا على فيديو أعده زملاؤنا: "لا أعرف كم مرة أعدت مقطعكم القصير؟ لكن أعرف أنني حفظته عن ظهر قلب وشاركته مع عشرات من أصدقائي. أتعلم منكم".
حضرت قبل فترة قصيرة زواج ابنته، كان الحفل مكتظا بأحبته دلالة على ما ينثره وينشره. نقلت انطباعي لمن يجلس بجواري تجاهه، فشاركني الرأي وزاد أن أحمد رغم أنه تقاعد منذ فترة إلا أنه ما زال محاطا بالأحبة والأصدقاء والزملاء السابقين. تهطل عليه العروض الوظيفية بغزارة، والكل يجمع أنه لا يدخل مكانا إلا وعمره بابتسامته وغمره بكلماته اللذيذة.
التقدير الذي يناله أحمد لم يكلفه الكثير، ابتسامات يوزعها وكلمات يسطرها جعلته يشيع كل هذا الحبور ويسكن الصدور.
نتنزه يوميا بين مئات المواقف والمشاريع والمبادرات دون أن نهديها كلمة حلوة رغم الأثر الكبير، والتأثير الغفير لهذه الكلمة علينا وعلى الآخرين.
اغرس الكلمات الحلوة جذرا ترتفع المحبة جذعا.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها