منوعات

إيران .. الإرهاب تحت مظلة دولة

إيران .. الإرهاب تحت مظلة دولة

إيران .. الإرهاب تحت مظلة دولة

رفع نظام الملالي في طهران سقف احتمال وقوع الحرب بعد أنباء أولية تشير إلى مسؤوليته عن الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان، إذ تعرضتا لأضرار بالغة نتيجة استهدافهما بألغام بحرية، وذلك بعد أن نشر الجيش الأمريكي أخيرا، فيديو يظهر قاربا إيرانيا ينزع لغما من جانب ناقلة النفط اليابانية، التي هوجمت في بحر عمان، فيما تم إخلاء ناقلتي نفط في بحر عمان وإنقاذ قبطان وطاقم إحدى السفينتين بعد الحادث.
وحظي الهجوم باهتمام دولي واسع سلط النظر على انتهاكات نظام الملالي ودوره في تقويض الأمن والسلم العالميين، حيث وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أخيرا إيران بأنها "دولة إرهاب" قائلا: إن الولايات المتحدة "فضحت" مسؤولية إيران عن الهجمات، التي استهدفت ناقلات نفط في خليج عمان، وقال ترمب خلال مقابلة مع برنامج "فوكس آند فريندس" عبر شاشة شبكة فوكس نيوز الإخبارية، عن الهجمات، التي وقعت في خليج عمان "إيران فعلتها"، واستشهد بشريط فيديو يظهر ما قال إنه قارب إيراني يزيل "لغما لم ينفجر من إحدى السفن".
كما وجهت وزارة الخارجية الأمريكية أصابع الاتهام لإيران، جاء ذلك حسب وزيرها مايك بومبيو، خلال مؤتمر صحافي "إيران هي من ارتكبت الهجوم ضد ناقلتي النفط في خليج عمان، وهذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة الهجمات، التي شنتها إيران وأذرعها ضد الولايات المتحدة وحلفائها"، في حين تحمل السفينة الثانية الجنسية النرويجية، وتسمى فرونت ألتير.
وشدد بومبيو على أن "الأعمال الإيرانية الاستفزازية، تشكل تهديدا للأمن الدولي"، موضحا أن "التصرفات الإيرانية تشكل تطورا غير مسبوق"، إذ اتهمت بلاده إيران بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف ناقلتي نفط في بحر عمان، مشددة على أن طهران تعمل على عرقلة تدفق النفط عبر مضيق هرمز.
ويأتي هذا الهجوم نتيجة للصمت الدولي إزاء تجاهل إيران وغطرستها بالمنطقة عبر نظام الملالي، الذي يسعى إلى بث مزيد من الخراب والدمار في العالم، وعقب الهجوم جدد وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير بالتذكير، بأن الجميع يعمل على تفادي الحرب باستثناء إيران، موضحا لشبكة (سي.إن.إن) أن السعودية تتفق مع الولايات المتحدة في أن إيران تقف وراء الهجوم على ناقلتي نفط في بحر عمان، وأنه "ليس لدينا سبب يدعونا للاختلاف مع وزير الخارجية (مايك بومبيو) نحن نتفق معه. إيران لها تاريخ في ذلك"، مضيفا "سنعمل ما في وسعنا لحماية بلداننا".
إلى ذلك، وصف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش أخيرا، الهجمات التي تعرضت لها ناقلتا نفط في بحر عمان واستهداف مطار أبها السعودي بأنها "تطور مقلق وتصعيد خطير"، مضيفا عبر "تويتر" أن هذه التطورات تستدعي "تحرك المجتمع الدولي لضمان صون الأمن والاستقرار الإقليمي، وأن الحكمة ضرورية والمسؤولية جماعية للحيلولة دون مزيد من التوتر".
وفي السياق ذاته، قال وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة، بات شاناهان: "نشيد بشجاعة طاقم سفينة "يو إس إس" بين بريدج الذي أنقذ البحارة، فقواتنا تقوم بحماية المعايير والحريات الدولية، وهجمات إيران المستمرة غير المبررة في المنطقة التي تشكل تهديدا للأمن والسلام الدوليين وهجوما على حرية الملاحة، بينما لا نسعى إلى الصراع، لكن وزارة الدفاع ستدافع عن قواتنا ومصالحنا في جميع أنحاء العالم، وسنحمي التجارة العالمية وندافع عن حرية الملاحة".
وتتسارع الأحداث، لتتوجه المدمرة الأمريكية "يو.إس.إس.ميسون" إلى مكان الهجوم على ناقلتي النفط في بحر عمان، ليؤكد الجيش الأمريكي استعداده للدفاع عن مصالح بلاده بما فيها حرية الملاحة، مذكرا بأن الولايات المتحدة ليس لديها مصلحة في خوض صراع جديد بالشرق الأوسط، لكنها ستدافع عن المصالح الأمريكية بما في ذلك حرية الملاحة.
وتعزيزا لاستراتيجية الكذب والتضليل، أكد نظام الملالي أخيرا، أن الاتهامات الأمريكية، التي تحمل طهران مسؤولية الهجومين اللذين استهدفا ناقلتي نفط في بحر عمان "لا أساس لها"، متهما واشنطن بتنفيذ "تخريب دبلوماسي، وأن الأفعال الأمريكية تمثل تهديدا خطيرا للاستقرار في الشرق الأوسط"، كما ندد روحاني بالدور الأمريكي الذي وصفه بـ"المدمر" في الشرق الأوسط، مشددا على ضرورة مغادرة الأمريكيين المنطقة حتى يتحقق الأمن والاستقرار الإقليميان، حيث نقلت وكالة "تسنيم للأنباء" عن روحاني قوله: "لسوء الحظ، أظهر الأمريكيون أنهم ينتهكون جميع التزاماتهم، من الأفضل أن يغادروا المنطقة من أجل تنمية الاستقرار والأمن"، وجاءت هذه التصريحات أثناء اجتماع عقده روحاني مع نظيره الأفغاني أشرف غني، على هامش القمة الـ19 لمنظمة شنغهاي للتعاون في بيشكيك في قرغيزستان، وهي تكتل أمني تقوده الصين وتشارك فيه روسيا والهند، موجها اتهامات للولايات المتحدة بأنها "تهديد خطير للاستقرار" الإقليمي والدولي.
إلى ذلك، لن يستطيع الملالي هذه المرة التستر بعباءة جماعة الحوثي الإرهابية، كما حدث في استهداف ناقلات النفط الإماراتية، فالهجوم الأخير يظهر قدرات دولة في التنفيذ والمعدات المستخدمة ولا يمكن لأي فصيل تنظيم مثل هذا الهجوم، إذ تمتلك إيران قوة بحرية قوامها ثلاث غواصات روسية الصنع مضادة للغواصات وسفنا محملة بـ18 طوربيدا، إضافة إلى أربع غواصات كورية شمالية، وهي غواصات صغيرة تحمل طاقما مكونا من ثمانية أفراد فقط، وتحمل طوربيدين بحريين، إضافة إلى غواصات صناعة محلية تحمل طوربيدات مضادة للغواصات والسفن، وكذلك امتلاكها غواصة خفيفة لمراقبة السواحل، و21 غواصة صغيرة جدا تملك فتحتي طوربيد.
وفي وقت سابق، غرد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبر "تويتر" أن "انتهاز الولايات المتحدة الفرصة فورا، لتطلق مزاعم ضد إيران دون دليل مادي أو ظرفي، يكشف بوضوح أنهم انتقلوا إلى الخطة باء: التخريب الدبلوماسي.. وتمويه الإرهاب الاقتصادي ضد إيران"، كما شدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي في بيان رسمي "ردا على اتهامات الأمريكيين التي لا أساس لها"، بأن إيران "ساعدت" السفينتين المنكوبتين وأنقذت طاقميهما، مؤكدا أن بلاده "المسؤولة عن ضمان أمن مضيق هرمز". ونتيجة للهجوم، سجلت أسعار النفط في آسيا والعالم ارتفاعا بنحو 5 في المائة، فيما تصنف الحادثة بالخطيرة على مستقبل تدفق ونقل الطاقة إلى العالم، إذ نص الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة على اتخاذ "تدابير قسرية في حال تهديد السلم تراوح بين العقوبات الاقتصادية واستخدام القوة العسكرية"، إذ إن السياسة الأمريكية الراهنة تعمل، وفق "سياسة الضغط القصوى"، التي تشمل ثلاثة مسارات، هي: العسكري، والاقتصادي، والسياسي، لكن نظام الملالي الذي اعتاد العيش على ويلات الشعب الإيراني، لا يجد مانعا في مماطلة العالم والولايات المتحدة وحلفائها وتحمل الضغوطات حتى تنتهي ولاية الرئيس ترمب، إذ تتمتع المجموعة الحاكمة في طهران بمزايا خيالية تمكنهم من مواصلة المراوغة على حساب الشعب المنهار في مجالات الحياة كافة.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من منوعات