Author

وصايا العيد

|

 

في أول أيام عيد الفطر المبارك، ستشعر أن الحياة من حولك قد ارتدت أجمل حللها وتزينت من أجل لقاء الأهل والأصدقاء، ستمتلئ الطرقات التي تمر بها متجها نحو أحبتك بأطفال وشباب وشيوخ يرتدون "الدشاديش" البيضاء والأحذية اللامعة، وسيسترعي انتباهك صبية صغار يشعلون "مفرقعات" العيد ثم يهربون بسرعة قبل أن يدوي صوتها، ستشعر بالفرح يسكن روحك وأنت تشاهد الجيران يتسابقون بحافظات الطعام التي تحوي الأرز واللحم والدجاج والجريش والمرقوق، حيث تتسابق نساء الحي في التفنن بالطبخ، ومن يعود إليها قدر "العيد" فارغا فهذا دليل على أن طعامها كان الأفضل، وحين تدلف من باب أهلك سيهرع نحوك أبناء وبنات إخوانك وأخواتك الصغار من أجل الفوز "بالعيدية" وستنتعش روحك حين تشم رائحة البخور والهيل وهي تفوح بين جنبات المنزل.
في صباح هذا اليوم الباكر ستجد أن الكون بأجمعه قد اتفق على إقامة مؤتمر فرح وسعادة، وكل من حولك وما حولك سيكون مثل السيل المتدفق الذي يجري في اتجاه واحد نحو نهر الحياة العطشى للبهجة واللقاء والمحبة والسرور، لذا إياك أن تكون سدا في يوم العيد فتقف في وجه الكون، لأنه لن ينشغل بترسباتك الداخلية؛ فصوت موسيقاه العالية المبهجة ستسمعه حتى المجرات المجاورة!
إليك شيء من وصايا العيد يا صديقي القارئ
- لا تعاتب أحبتك في العيد و"تتشره" عليهم، فذلك سيفسد متعة الشوق وستجبرهم على التبرير لك عن انقطاعهم عنك، اترك أثرا طيبا في نفوسهم حين يرونك بعد الغياب؛ فذلك سيكون دافعا لهم ليبحثوا عنك فيما بعد، من يشتاق إليك ستسكن ذاكرته، وكثرة العتب لن تجلبه كما قال الشاعر خليل بن هدلان:

كـثـر الـتشره والـعتب يوجع الراس
مـن طاب لك طب له ومن شان خله

- فرحة العيد الحقيقية تسكن في قلوب الأطفال فاحرص على جلب "عيديات" لهم، أو توزيع مبالغ نقدية حسب مقدرتك، وإياك أن تحرم طفلا من "العيدية" لوجود خلاف بينك وبين أهله؛ فليس هناك أشد قسوة من أن تكسر قلب طفل بالعيد!
- لا تجعل عيد والدتك ناقصا ومؤلما لقلبها حين ترى الجفاء والخصومة بينك وبين إخوانك وأخواتك حتى في يوم العيد، كن مبادرا وتذكر أن كل خير تفعله في هذه الحياة سيعود إليك يوما.
- في يوم العيد.. قم بتأجيل كل شيء ما عدا الاستمتاع بالعيد!
وعيدكم مبارك...

اخر مقالات الكاتب

إنشرها